responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 295


وقوله : * ( بَغْياً ) * أي حسداً وتعدياً .
فإن قيل : كيف باعت اليهود أنفسها بالكفر وهل يشتري بالكفر شيء ؟
قيل : معنى الشراء والبيع - عند العرب - هو إزالة ملك المالك إلى غيره بعوض يعتاضه منه ، ثم يستعمل ذلك في كلّ معتاض من عمله عوضاً - خيراً كان أو شراً - يقال : نعم ما باع فلان نفسه به ، وبئس ما باع به نفسه ، بمعنى نعم الكسب كسبها ، وبئس الكسب كسبها ، وكذلك قوله : * ( بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ) * ، لما أبقوا أنفسهم بكفرهم بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهلكوها ، خاطبهم الله بالعرف الّذي يعرفونه فقال : بئس ما اعتاضوا من كفرهم بالله ، وتكذيبهم محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا كانوا رضوا به عوضاً من ثواب الله ، وما أعدّ لهم - لو كانوا آمنوا بالله وما أنزل على أنبيائه - بالنار ، وما أعدّ لهم بكفرهم بذلك ، ونظير هذه الآية قوله في سورة النساء : * ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ ) * إلى قوله : * ( وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) * [1] وكان ذلك حسداً منهم لكون النبوة في غيرهم .
وقوله : * ( بَغْياً ) * نصب لأنّه مفعول له ، والمعنى فساداً ، قال الأصمعي : مأخوذ من قولهم : بغى الجرح إذا فسد ، ويجوز أن يكون مأخوذاً من شدة الطلب للمطاول ، وسمّيت الزانية بغيّاً لأنّها تطلب ، وأصل البغي الطلب ، و * ( بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ ) * أي لأن ينزّل الله ، وكذلك كلّ ما في القرآن ، ومثله قول الشاعر :
أتجزع أن بان الخليط المودع * وحبل الصفا من عزة المتقطع وقوله : * ( فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ ) * أي رجعوا .
والمراد رجعت اليهود من بني إسرائيل بعد ما كانوا عليه من الاستنصار لمحمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الاستفتاح به ، وبعد ما كانوا يخبرون الناس من قبل مبعثه أنّه نبيّ



[1] - النساء : 44 54 .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست