وهو جمع كتبة وهي الخرزة ، وكلّما ضممت بعضه إلى بعض فقد كتبته ، والكتيبة من الجيش من هذا الانضمام بعضها إلى بعض .
وقوله : * ( مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ ) * من الكتب التي أنزلها الله قبل القرآن من التوراة والإنجيل وغيرهما ، ومعنى * ( مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ ) * لما في التوراة والإنجيل ، والأخبار التي فيها .
ويحتمل أن يكون المراد : مصدق بأنّ التوراة والإنجيل من عند الله ، ومصدق رفع لأنّه نعت الكتاب ، ولو نصب على الحال لكان جائزاً ، لكن لم يقرأ به .
وقوله : * ( وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ) * قال أبو عبيدة : معناه يستنصرون .
قال ابن عباس : إنّ اليهود كانوا يستنصرون على الأوس والخزرج برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبل مبعثه ، فلمّا بعثه الله في العرب فقال لهم معاذ بن جبل وبشير بن معرور : يا معشر اليهود اتقوا الله وأسلموا فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونحن أهل الشرك ، وتخبرونا بأنّه مبعوث ، فقال لهم سلام بن مثكم : ما جاء بشيء ، وما هو بالذي كنّا نذكر لكم ، فأنزل الله ذلك .
وقال قوم : معنى * ( يَسْتَفْتِحُونَ ) * يستحكمون ربّهم على كفّار العرب ، كما قال الشاعر :
ألا أبلغ بني عُصم رسولا * فانّي عن فُتاحتكم غنيّ [1] أي محاكمتكم .
