لو بأبانين جاء يخطبها * ضرج ما أنف خاطب بدم [1] يعني ضرج أنف خاطب ، وما زائدة .
وقال قوم : ذلك خطأ في الآية وفي البيت ، وانّ ذلك من المتكلم على ابتداء الكلام بالخبر عن عموم جميع الأشياء إذا كانت ما كلمة تجمع كلّ الأشياء ، ثم تخص بعض ما عمته ، فإنّها تذكر بعدها .
وفي الناس من قال : * ( فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ ) * ، لأنّه كان معهم بعض الايمان من التصديق بالله وبصفاته ، وغير ذلك ممّا كان فرضاً عليهم ، وذلك هو القليل بالإضافة إلى ما جحدوا به من التصديق بالنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما جاء به .
والّذي يليق بمذهبنا أن نقول : إنّه لم يكن معهم إيمان أصلاً ، وإنّما قال : * ( فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ ) * كما يقول القائل : قلّ ما رأيت هذا قط .
وروي عنهم سماعاً - أعني العرب - : مررت ببلد قلّ ما ينبت إلاّ الكراث والبصل ، يريدون ما ينبت إلاّ الكراث والبصل .
قوله تعالى : * ( ولَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ ) * آية بلا خلاف ( 89 ) .
التقدير : ولمّا جاء اليهود من بني إسرائيل الذين وصفهم الله ، كتاب من عند الله يعني به القرآن الّذي أنزله على محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واشتقاق الكتاب من الكتب ،
