responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 286


قوله تعالى : * ( ولَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) * آية بلا خلاف ( 87 ) .
ومعنى قوله : * ( آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ ) * أنزلناه إليه وأعطيناه ، والكتاب المراد به التوراة ، وقوله : * ( وَقَفَّيْنَا ) * معناه وأردفنا ، وأتبعنا بعضه خلف بعض ، كما يقفو الرجل الرجل إذا سار في أثره من ورائه وأصله من القفا ، يقال فيه : قفوت فلاناً إذا صرت خلف قفاه ، كما يقال : دبرته إذا صرت في دبره ، قال امرؤ القيس :
وقفى على آثارهنّ بحاصب * فمرّ العشى البارد المتحصب [1] ومعنى قوله : * ( بِالرُّسُلِ ) * من بعد موسى ، والمراد بالرسل الأنبياء ، وهم جمع رسول يقال : رسول ورسل ، كما يقال : رجل صبور وقوم صبر ، ورجل شكور ، وقوم شكر ، والمعنى في * ( قَفَّيْنَا ) * أتبعنا بعضهم بعضاً على منهاج واحد ، وشريعة واحدة ، لأنّ كلّ من بعثه الله نبياً بعد موسى إلى زمن عيسى بن مريم ( عليه السلام ) فإنّما بعثه بإقامة التوراة والعمل بما فيها والدعاء إلى ما فيها ، فلذلك قال : * ( وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ) * يعني على منهاجه وشريعته .
وقوله : * ( وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ ) * أعطينا عيسى بن مريم الحجج والدلالات على نبوته من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ، ونحو ذلك من الآيات التي دلّت على صدقه وصحة نبوته .



[1] - ديوانه : 38 ، وروايته فقفي بدل وقفى وعجزه : وغيبة شؤبوب من الشد ملهب .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست