responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 285


وما الله بساهٍ عن أعمالهم الخبيثة بل هو مُحْص لها وحافظ لها حتى يجازي عليها .
فإن قيل : ظاهر الآية يقتضي أن يصحّ الايمان ببعض الأشياء ، وإن كفروا بالبعض الآخر ، وذلك مناف لمذهبكم في الارجاء والموافاة لأنّ المعنى في ذلك إظهار التصديق بالبعض ، والمنع بالتصديق بالبعض الآخر .
ويحتمل أن يكون المراد أنّ ذلك على ما يعتقدونه ، لأنّكم إذا عقدتم جميع ذلك ثم عملتم ببعضه دون بعض ، فكأنّكم آمنتم ببعضه دون بعض .
قوله تعالى : * ( أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالآْخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ ولا هُمْ يُنْصَرُونَ ) * آية بلا خلاف ( 86 ) .
قوله : * ( أُوْلَئِكَ ) * إشارة إلى الذين أخبر عنهم يؤمنون ببعض الكتاب ، فيفادون أساراهم من اليهود ، ويكفرون ببعض فيقتلون من حرّم الله عليهم قتله من أهل ملّتهم ، ويخرجون من داره من حرّم الله اخراجه ، هم الذين اشتروا رياسة الحياة الدنيا ، ومعناه ابتاعوها على الضعفاء وأهل الجهل والغباء منهم ، وإنّما وصفهم بأنّهم اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ، لأنّهم رضوا بالدنيا بكفرهم بالله ( عز وجل ) فيها عوضاً من نعيم الآخرة الّذي أعدّه الله للمؤمنين ، فجعل تركهم حظوظهم من نعيم الآخرة بكفرهم بالله ثمناً لما ابتاعوه من خسيس الدنيا بما أخبر الله أنّه لا حظ لهم في نعيم الآخرة ، وانّ لهم في الآخرة عذاباً غير مخفف عنهم فيها العقاب ، وقوله : * ( وَلا هُمْ يُنصَرُونَ ) * أي لا ينصرهم أحد في الآخرة فيدفع عنهم بنصرته عذاب الله تعالى .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست