responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 283


يقول الله تعالى حين أنبأهم بذلك : * ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) * أي تفادونهم بحكم التوراة وفي حكم التوراة أن لا يقتل ويخرج من داره ، ويظاهر عليه من يشرك بالله ويعبد الأوثان من دونه - ابتغاء عرض الدنيا - ففي ذلك من فعلهم مع الأوس والخزرج نزلت هذه القصة ، وذكر فيه أقوال أخر تزيد وتنقص لا فائدة في ذكرها ، معناها متقارب لما أوردناه .
وقوله : * ( يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ) * القصد بذلك توبيخهم وتعنيفهم على سوء أفعالهم ، فقال : ثم أنتم بعد اقراركم بالميثاق الّذي أخذته عليكم : * ( لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ) * تقتلون أنفسكم يعني يقتل بعضكم بعضاً ، وأنتم مع قتلكم من تقتلون منكم ، إذا وجدتم أسيراً منكم في أيدي غيركم من أعدائكم تفدونهم ، ويخرج بعضكم بعضاً من ديارهم ، وقتلكم إياهم واخراجكم إياهم من ديارهم حرام عليكم كما حرام عليكم تركهم أسرى في أيدي عدوكم ، فكيف تستجيزون قتلهم ولا تستجيزون ترك فدائهم ، وتستجيزون قتلهم وهما جميعاً في اللازم لكم من الحكم فيهم سواء ، لأنّ الّذي حرّمت عليكم من قتلهم واخراجهم من دورهم نظير الّذي حرّمت عليكم من تركهم أسرى في أيدي عدوهم .
* ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ ) * الّذي فرضت عليكم فيه فرائضي ، وبيّنت لكم فيه حدودي ، وأخذت عليكم بالعمل بما فيه ميثاقي ، فتصدّقون به فتفادون أسراكم من أيدي عدوكم ، وتكفرون ببعضه فتجحدونه فتقتلون من حرمت عليكم قتله ، من أهل دينكم ومن قومكم ، وتخرجونهم من ديارهم وقد علمتم أنّ في الكفر منكم ببعضه نقضاً منكم في عهدي وميثاقي .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست