النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فهو خبر واحد ، ولو صح لكان معناه أنّ الله تعالى أحيا الحجر فسلّم على النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ويكون ذلك معجزاً له ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأمّا حنين الجذع فإنّ الله تعالى خلق فيه الحنين ، فكان بذلك خارقاً للعادة ، لأنّه إذا استند إليه النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سكن وإذا تنحى عنه حنّ .
وقال قوم : يجوز أن يكون الله تعالى بنى داخله بنية حي ، فصح منه الحنين .
وقال قوم : معنى * ( يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) * إنّه يوجب الخشية لغيره بدلالته على صانعه ، كما قيل : ناقة ناجرة إذا كانت من نجابتها وفراهتها ، تدعو الناس إلى الرغبة فيها ، كما قال جرير بن عطية :
وأعور من نبهان أمّا نهاره * فأعمى وأمّا ليله فبصير [1] فجعل الصفة لليل والنهار ، وهو يريد صاحبه النبهاني الّذي يهجوه بذلك من أجل أنّه كان فيهما على ما وصفه به .
والّذي يقوى في نفسي أنّ معنى الآية الإبانة عن قساوة وانّ الحجارة ألين منها ، لو كانت تلين لشيء للانت وتفجّرت منها الأنهار ، وتشقّقت منها المياه ، وهبطت من خشية الله ، وهذه القلوب لا تلين مع مشاهدتها الآيات التي شاهدتها بنو إسرائيل ، وجرى ذلك مجرى ما يقوله تعالى : * ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) * [2] ومعناه لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ، وكانت الجبال ممّا تخشع لشيء ما ، لرأيته خاشعاً
