وقوله : * ( وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ) * .
قال أبو عليّ والمغربي : معناه بخشية الله ، كما قال : يحفظونه من أمر الله أي بأمر الله ، قال : وهي حجارة الصواعق والبرد ، والكناية في قوله منها قيل فيها قولان :
أحدهما : أنّها ترجع إلى الحجارة ، لأنّها أقرب مذكور .
وقال قوم : إنّها ترجع إلى القلوب لا إلى الحجارة ، فيكون معنى الكلام وانّ من القلوب لما يخضع من خشية الله ، ذكره ابن بحر وهو أحسن من الأوّل .
ومن قال بالأوّل اختلفوا فيه ، فمنهم من قال : إنّ المراد بالحجارة الهابطة البرد النازل من السحاب وهذا شاذ ، لم يذكره غير أبي عليّ الجبائي .
وقال الأكثر : إنّ المراد بذلك الحجارة الصلبة ، لأنّها أشد صلابة ، وقالوا في هبوطها وجوهاً :
أحدها : انّ هبوط ما يهبط من خشية الله تفيئ ظلاله .
وثانيها : أنّه الجبل الّذي صار دكاً لما تجلّى له ربّه .
وثالثها : قاله مجاهد : إنّ كلّ حجر تردى من رأس جبل فهو من خشية الله .
ورابعها : أنّ الله تعالى أعطى بعض الجبال المعرفة ، فعقل طاعة الله تعالى ، فأطاعه كالذي روي في حنين الجذع .
وما روي عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال : إنّ حجراً كان يسلّم عليّ في الجاهلية إنّي لأعرفه الآن .
وهذا الوجه فيه ضعف ، لأنّ الجبال إن كان جماداً ، فمحال أن يكون فيه معرفة الله ، وإن كان عارفاً بالله وبنيته بنية الحي فإنّه لا يكون جبلاً ، وأمّا الخبر عن
