responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 235


ومعنى * ( مَا آتَيْنَاكُمْ ) * أي أعطيناكم لأنّ الإيتاء هو الإعطاء ، يعني ما أمرناكم به في التوراة * ( بِقُوَّةٍ ) * أي بجد ويقين على ما بيّناه ، وهو قول ابن عباس وقتادة والسدي ، وقال أبو العالية والربيع بن أنس : بطاعة الله ، وقال مجاهد : إنّه العمل بما فيه وحكي عن ابن الجران معناه القبول ، وقال أبو عليّ : * ( بِقُوَّةٍ ) * معناه بالقدرة التي جعلنا فيكم ، وذلك دلالة على أنّ القدرة قبل الفعل ، ومعنى اذكروا ما فيه قال قوم : احفظوه لا تنسوه ، وقال آخرون : اعملوا بما فيه ولا تتركوه ، والمعنى في ذلك أنّ ما آتيناكم فيه من وعد ووعيد ، وترغيب وترهيب اعتبروا به ، واقبلوه وتدبّروه ، كي إذا فعلتم ذلك تتقوني وتخافوا عذابي بالإصرار على ضلالتكم ، فتنتهوا إلى طاعتي فتنزعوا عما أنتم عليه من المعصية .
قوله تعالى : * ( ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ ) * آية ( 64 ) .
قوله : * ( تَوَلَّيْتُمْ ) * أعرضتم ووزنه تفعلتم من قولهم ولاني فلان دبره إذا استدبر عنه وجعله خلف ظهره ، ثم يستعمل ذلك في كلّ تارك طاعة آمر ومعرض بوجهه ، يقال : فلان تولّى عن طاعة فلان ، ويتولّى عن مواصلته وصداقته ، ومنه قوله : * ( فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) * [1] يعني خالفوا ما وعدوا الله من قوله : * ( لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ ) * [2] .
ونبذوا ذلك وراء ظهورهم فصار معنى الآية أنّكم نبذتم العهد الّذي أخذناه عليكم بعد اعطائكم المواثيق ، وكنّى بذلك عن جميع ما تقدّم ذكره في



[1] - التوبة : 76 .
[2] - التوبة : 75 .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست