من الحجج الواضحة ، والبراهين الصحيحة الدالة على توحيده وعدله ، وصدق أنبيائه ورسله ، وأفسدنا ما يقوله أهل الحشو من استخراج الذرية من ظهر آدم ، وأخذ العهد عليهم بما لا يحتاج إلى إعادته .
وقوله : * ( وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ ) * قال مجاهد : الطور هو الجبل ، وكذلك هو في اللغة . وقال العجاج :
دانى جناحيه من الطور فمرّ * تَقضِّي البازي إذا البازي كسر [1] وقيل : إنّه اسم جبل بعينه ، ناجى الله عليه موسى بن عمران ، ذهب إليه ابن عباس وابن جريج ، وقيل : إنّه من الجبال التي تنبت دون ما لا تنبت [2] ، رواه الضحاك عن ابن عباس ، وقال قتادة : * ( وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ ) * قال : الطور الجبل اقتلعه فرفعه فوقهم ، فقال : * ( خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ) * وقال مجاهد : الطور اسم جبل بالسريانية ، وقال قتادة : بالعربية .
وقال قوم من النحويين : معنى خذوا تقديره ورفعنا فوقكم الطور وقلنا لكم خذوا ما آتيناكم يعني التوراة بقوة أي بجد ويقين ، لا شك فيه وإلا قذفناه عليكم كما تقول : أوجبت عليه قم أي أوجبت عليه فقلت قم ، وقال الفرّاء : أخذ الميثاق قول بلا حاجة بالكلام إلى اضمار قول فيكون من كلامين ، غير أنّه ينبغي لكلّ ما خالف القول من الكلام الّذي هو بمعنى القول ، أن تكون معه أنّ كما قال تعالى : * ( إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ ) * [3] قال : ويجوز حذف أن .
