مقدّرة ، وإنّما فضّلوا بما أرسل الله فيهم من كثرة الرسل وأنزل عليهم من الكتب ، وقيل : لكثرة من جعل فيهم من الأنبياء ، وما أنزل الله عليهم من المنّ والسلوى إلى غير ذلك من النعمة العظيمة من تغريق فرعون عدوّهم ، ونجاتهم من عذابه ، وتكثير الآيات التي يخف معها الاستدلال ، ويسهل بها كثرة المشاق ، وهو قول أكثر أهل العلم كأبي العالية ، وغيره .
ونظير هذه الآية قوله : * ( وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ) * * ( وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ ) * .
وقوله : * ( عَلَى الْعَالَمِينَ ) * .
قال أكثر المفسّرين : إنّه أراد الخصوص ومعناه عالمي زمانهم ، ذهب إليه قتادة والحسن وأبو العالية ومجاهد وغيرهم .
وقال بعضهم : إذا قلت فضل زيد على عمرو في الشجاعة لم يدلّ على أنّه أفضل منه على الإطلاق ، ولا في جميع الخصال ، فعلى هذا يكون التخصيص في التفضيل لا في العالمين .
وأمة نبيّنا محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أفضل من أولئك بقوله : * ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) * [1] وعليه إجماع الأمة ، لأنّهم أجمعوا على أنّ أمة محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أفضل من سائر الأمم ، كما أنّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أفضل الأنبياء من ولد آدم ( عليه السلام ) .
قوله تعالى : * ( واتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً ولا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ ولا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ ولا هُمْ يُنْصَرُونَ ) * آية واحدة بلا خلاف ( 48 ) .
