responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 175


* ( إن الذين توفاهم الملائكة ) * إلى آخره ، التوفي هو : استيفاء الروح من البدن بقبضها عنه ، وهو على ثلاثة أوجه : توفي الملائكة ، وتوفي ملك الموت ، وتوفي الله .
أما توفي الملائكة فهو لأصحاب النفوس وهم إما سعداء أهل الخير والصفات الحميدة والأخلاق الحسنة من الصالحين المتقين * ( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون 32 ) * [ النحل ، الآية : 32 ] فمعادهم إلى جنة الأفعال . وإما أشقياء أهل الشر والصفات الرديئة والأخلاق السيئة فلا يقبض أرواحهم إلا القوى الملكوتية التي هي للعالم بمثابة قواهم التي هم في مقامها ، محتجبون بصفات النفس ولذات القوى الخيالية والوهمية والسبعية والبهيمية من الكافرين : * ( الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ) * [ النحل ، الآية : 28 ] فمعادهم إلى النار . وأما توفي ملك الموت فهو لأرباب القلوب الذين برزوا عن حجاب النفس إلى مقام القلب ، ورجعوا إلى الفطرة ، فتنوروا بنورها ، فتقبض أرواحهم النفس الناطقة الكلية التي هي قلب العالم باتصالهم بها ، هذا إذا قبض أرواحهم ملك الموت بنفسه ، أما إذا قبض بأعوانه وقواهم فهم الفريق الأول . وقد يقبض بنفسه ويذرهم في ملكوت العذاب حتى يحاسبوا ويعاقبوا بحسب رذائلهم ويتخلصوا ، وذلك للكمال العلمي والنقصان العلمي كما خلص من الجهل والشرك وتحلى بالعلم والتوحيد ، ولكن تراكمت على قلبه الهيئات المظلمة والملكات الرديئة بسبب الأعمال السيئة والأخلاق الذميمة . وللعلم بالتوحيد والجهل بالمعاد كالموحد المنكر للجزاء ، فينهمك في المعاصي كما قال تعالى : * ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ) * [ السجدة ، الآية : 11 ] . وأما توفي الله تعالى ، فهو للموحدين الذين عرجوا عن مقام القلب إلى محل الشهود فلم يبق بينهم وبين ربهم حجاب ، فهو يتولى قبض أرواحهم بنفسه ويحشرهم إلى نفسه * ( يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا 85 ) * [ مريم ، الآية : 85 ] ، كما قال تعالى : * ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) * [ الزمر ، الآية : 42 ] .
* ( ظالمي أنفسهم ) * بمنعها عن حقوقها التي اقتضتها استعداداتهم من الكمالات المودعة فيها * ( فيم كنتم ) * حيث قصرتم في السعي لما قدرتم وفرطتم في جنب الله ، وقصرتم عن بلوغ كمالكم الذي هيئ لكم وندبتم إليه * ( قالوا كنا مستضعفين ) * في أرض الاستعداد الذي جبلنا عليه باستيلاء قوى النفس الأمارة وغلبة سلطان الهوى بشيطان الوهم ، أسرونا في قيودهم ، وجبرونا على دينهم ، وأكرهونا على كفرهم .

175

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست