responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 176


* ( قالوا ألم تكن أرض الله واسعة ) * ألم تكن سعة استعدادكم بحيث تهاجروا فيها من مبدأ فطرتكم خطوات يسيرة ، بحيث إذا ارتفعت عنكم بعض الحجب انطلقتم عن أسر القوى وتخلصتم عن قيود الهوى ، وتقويتم بإمداد أعوانكم القوى الروحانية ، ونصرتم بأنوار القلب ، فخرجتم عن القرية ، الظالم أهلها ، التي هي مدينة النفس إلى بلد القلب الطيبة ، فتداركتكم رحمة ربكم الغفور * ( فأولئك مأواهم جهنم ) * نفوسهم الشديدة التوقان مع حصول الحرمان * ( وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال ) * أي : أقوياء الاستعداد الذين قويت قواهم الشهوية والغضبية مع قوة استعدادهم فلم يقدروا على قمعها في سلوك طريق الحق ولم يذهبوا لقواهم الوهمية والخيالية ، فيبطلوا استعداداتهم بالعقائد الفاسدة فبقوا في أسر قواهم البدنية مع تنور استعدادهم بنور العلم وعجزهم عن السلوك برفع القيود * ( والنساء ) * أي : القاصرين الاستعداد عن درك الكمال العلمي ، وسلوك طريق التحقيق ، الضعفاء القوى والأحلام ، الذين قال في حقهم : ' أكثر أهل الجنة البله ' . * ( والولدان ) * أي : الناقصين القاصرين عن بلوغ درجة الكمال لغيرة تلحقهم من قبل صفات النفس * ( لا يستطيعون حيلة ) * لعدم قدرتهم وعجزهم عن كسر صفات النفس وقمع الهوى بالرياضة * ( ولا يهتدون سبيلا ) * لعدم علمهم بكيفية السلوك وحرمانهم عن نور الهداية الشرعية * ( فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم ) * بمحو تلك الهيئات المظلمة لعدم رسوخها وسلامة عقائدهم * ( وكان الله عفوا ) * العفو عن الذنوب ما دامت الفطرة لم تتغير * ( غفورا ) * يستر بنور صفاته صفات نفوسهم .
[ تفسير سورة النساء آية 100 ] * ( ومن يهاجر ) * أي مقار النفس المألوفة في سبيل طريق الحق بالعزيمة * ( يجد ) * في أرض استعداده مهاجر ومساكن ومنازل كثيرة فيها رغم أنوف قوى نفسه الوهمية والخيالية والبهيمية والسبعية وإذلالها * ( وسعه ) * وانشراحاً في الصدر عند الخلاص من ضيق صفات النفس وأسر الهوى * ( ومن يخرج ) * من المقام الذي هو فيه سواء كان مقر استعداده الذي جبل عليه أو منزلاً من منازل النفس أو مقاماً من مقامات القلب * ( مهاجرا إلى الله ) * بالتوجه إلى توحيد الذات * ( ورسوله ) * بالتوجه إلى طلب الاستقامة في توحيد الصفات * ( ثم يدركه ) * الانقطاع قبل الوصول * ( فقد وقع أجره على الله ) * بحسب ما توجه إليه ، فإن المتوجه إلى السلوك له أجر المنزل الذي وصل إليه ، أي :
المرتبة من الكمال الذي حصل له إن كان ، وأجر المقام الذي وقع نظره عليه وقصده .

176

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست