responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 94


جبريل بهذه السورة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ ما جئت حتى اشتقت إليك ] فقال جبريل : [ أنا كنت أشد إليك شوقا ، ولكني عبد مأمور ] ثم أنزل عليه " وما نتنزل إلا بأمر ربك " [1] [ مريم : 64 ] . " ودعك " بالتشديد : قراءة العامة ، من التوديع ، وذلك كتوديع المفارق .
وروى عن ابن عباس وابن الزبير أنهما قرءاه " ودعك " بالتخفيف ، ومعناه : تركك . قال :
وثم ودعنا آل عمرو وعامر * فرائس أطراف المثقفة [2] السمر واستعماله قليل . يقال : هو يدع كذا ، أي يتركه . قال المبرد محمد بن يزيد : لا يكادون يقولون ودع ولا وذر ، لضعف الواو إذا قدمت ، واستغنوا عنها بترك .
قوله تعالى : ( وما قلى ) أي ما أبغضك ربك منذ أحبك . وترك الكاف ، لأنه رأس آية . والقلى : البغض ، فإن فتحت القاف مددت ، تقول : قلاه يقليه قلى وقلاء . كما تقول :
قريت الضيف أقريه قرى وقراء . ويقلاه : لغة طئ . وأنشد ثعلب :
* أيام [3] أم الغمر لانقلاها * أي لا نبغضها . ونقلي أي نبغض . وقال : [4] أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة * لدينا ولا مقلية إن تقلت وقال امرؤ القيس :
* ولست بمقلي الخلال ولا قال [5] وتأويل الآية : ما ودعك ربك وما قلاك . فترك الكاف لأنه رأس آية ، كما قال عز وجل :
" والذاكرين الله كثيرا والذاكرات " [6] [ الأحزاب : 35 ] أي والذاكرات الله .



[1] آية 64 سورة مريم .
[2] المثقفة والمثقف : الرمح .
[3] كذا في اللسان . وفي الأصول : ( يا رب ) . وبعده كما في اللسان : * ولو تشاء قبلت عيناها *
[4] هو كثير عزة .
[5] صدر البيت : * صرفت الهوى عنهن من خشية الردى *
[6] آية 35 سورة الأحزاب .

94

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست