responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 93


وفي سبيل الله ما لقيت ] ! قال : وأبطأ عليه جبريل فقال المشركون : قد ودع محمد ، فأنزل الله تبارك وتعالى : " ما ودعك ربك وما قلى " . هذا حديث حسن صحيح . لم يذكر الترمذي : " فلم يقم ليلتين أو ثلاثا " أسقطه الترمذي . وذكره البخاري ، وهو أصح ما قيل في ذلك . والله أعلم . وقد ذكره الثعلبي أيضا عن جندب بن سفيان البجلي ، قال :
رمي النبي صلى الله عليه وسلم في إصبعه بحجر ، فدميت ، فقال : [ هل أنت إلا إصبع دميت ، وفي سبيل الله ما لقيت ] فمكث ليلتين أو ثلاثا لا يقوم الليل . فقالت له أم جميل امرأة أبي لهب : ما أرى شيطانك إلا قد تركك ، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث ، فنزلت " والضحى " . وروى عن أبي عمران الجوني ، قال : أبطأ جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم حتى شق عليه ، فجاء وهو واضع جبهته على الكعبة يدعو ، فنكت بين كتفيه ، وأنزل عليه : " ما ودعك ربك وما قلى " . وقالت خولة - وكانت تخدم النبي صلى الله عليه وسلم - : إن جروا دخل البيت ، فدخل تحت السرير فمات ، فمكث نبي الله صلى الله عليه وسلم أياما لا ينزل عليه الوحي .
فقال : [ يا خولة ، ما حدث في بيتي ؟ ما لجبريل لا يأتيني ] قالت خولة فقلت : لو هيأت البيت وكنسته ، فأهويت بالمكنسة تحت السرير ، فإذا جرو ميت ، فأخذته فألقيته خلف الجدار ، فجاء نبي الله ترعد لحياه - وكان إذا نزل عليه الوحي استقبلته الرعدة - فقال : [ يا خولة دثريني ] فأنزل الله هذه السورة . ولما نزل جبريل سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن التأخر فقال : [ أما علمت أنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة ] . وقيل : لما سألته اليهود عن الروح وذي القرنين وأصحاب الكهف قال : [ سأخبركم غدا ] . ولم يقل إن شاء الله . فاحتبس عنه الوحي ، إلى أن نزل جبريل عليه بقوله : " ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله " [1] [ الكهف : 23 ] فأخبره بما سئل عنه . وفي هذه القصة نزلت " ما ودعك ربك وما قلى " . وقيل : إن المسلمين قالوا : يا رسول الله ، مالك لا ينزل عليك الوحي ؟ فقال : [ وكيف ينزل علي وأنتم لا تنقون رواجبكم - وفي رواية براجمكم [2] - ولا تقصون أظفاركم ولا تأخذون من شواربكم ] . فنزل



[1] آية 23 سورة الكهف .
[2] الرواجب ( واحدها راجبة ) : وهي ما بين عقد الأصابع . والبراجم ( واحدها برجمة بالضم ) : هي العقد التي في ظهور الأصابع يجتمع فيها الوسخ .

93

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست