نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 95
قوله تعالى : وللآخرة خير لك من الأولى ( 4 ) ولسوف يعطيك ربك فترضى ( 5 ) روى سلمة عن ابن إسحاق قال : " وللآخرة خير لك من الأولى " أي ما عندي في مرجعك إلى يا محمد ، خير لك مما عجلت لك من الكرامة في الدنيا . وقال ابن عباس : أرى النبي صلى الله عليه وسلم ما يفتح الله على أمته بعده ، فسر بذلك ، فنزل جبريل بقوله : " وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى " . قال ابن إسحاق : الفلج في الدنيا ، والثواب في الآخرة . وقيل : الحوض والشفاعة . وعن ابن عباس : ألف قصر من لؤلؤ أبيض ترابه المسك . رفعه الأوزاعي ، قال : حدثني إسماعيل بن عبيد الله ، عن علي بن عبد الله ابن عباس ، عن أبيه قال : أرى النبي صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته ، فسر بذلك ، فأنزل الله عز وجل " والضحى - إلى قوله تعالى - ولسوف يعطيك ربك فترضى " ، فأعطاه الله جل ثناؤه ألف قصر في الجنة ، ترابها المسك ، في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم . وعنه قال : رضي محمد ألا يدخل أحد من أهل بيته النار . وقال السدي . وقيل : هي الشفاعة في جميع المؤمنين . وعن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يشفعني الله في أمتي حتى يقول الله سبحانه لي : رضيت يا محمد ؟ فأقول يا رب رضيت ) . وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله تعالى في إبراهيم : " فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم " ( 1 ) [ إبراهيم : 36 ] وقول عيسى : " إن تعذبهم فإنهم عبادك " ( 2 ) [ المائدة : 118 ] ، فرفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى . فقال الله تعالى لجبريل : ( اذهب إلى محمد ، وربك أعلم ، فسله ما يبكيك ) فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم ، فسأل فأخبره . فقال الله تعالى لجبريل : [ اذهب إلى محمد ، فقل له : إن الله يقول لك : إنا سنرضيك في أمتك
( 1 ) آية 36 سورة إبراهيم . ( 2 ) آية 118 سورة المائدة .
95
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 95