نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 92
وقال جرير : ولقد رمينك يوم رحن بأعين * ينظرن من خلل الستور سواجي وقال الضحاك : " سجا " غطى كل شئ . قال الأصمعي : سجو الليل : تغطيته النهار ، مثلما يسجى الرجل بالثوب . وقال الحسن : غشى بظلامه ، وقاله ابن عباس . وعنه : إذا ذهب . وعنه أيضا : إذا أظلم . وقال سعيد بن جبير : أقبل ، وروي عن قتادة أيضا . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد : " سجا " استوى . والقول الأول أشهر في اللغة : " سجا " سكن ، أي سكن الناس فيه . كما يقال : نهار صائم ، وليل قائم . وقيل : سكونه استقرار ظلامه واستواؤه . ويقال : " والضحى . والليل إذا سجا " : يعني عباده الذين يعبدونه في وقت الضحى ، وعباده الذين يعبدونه بالليل إذا أظلم . ويقال : " الضحى " : يعني نور الجنة إذا تنور . " والليل إذا سجا " : يعني ظلمة الليل إذا أظلم . ويقال : " والضحى " : يعني النور الذي في قلوب العارفين كهيئة النهار . " والليل إذا سجا " : يعني السواد الذي في قلوب الكافرين كهيئة الليل ، فأقسم الله عز وجل بهذه الأشياء . ( ما ودعك ربك ) هذا جواب القسم . وكان جبريل عليه السلام أبطأ على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال المشركون : قلاه الله وودعه ، فنزلت الآية . وقال ابن جريج : احتبس عنه الوحي اثني عشر يوما . وقال ابن عباس : خمسة عشر يوما . وقيل : خمسة وعشرين يوما . وقال مقاتل : أربعين يوما . فقال المشركون : إن محمدا ودعه ربه وقلاه ، ولو كان أمره من الله لتابع عليه ، كما كان يفعل بمن كان قبله من الأنبياء . وفي البخاري عن جندب بن سفيان قال : اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا ، فجاءت امرأة [1] فقالت : يا محمد ، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك ، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث ، فأنزل الله عز وجل " والضحى . والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى " . وفي الترمذي عن جندب البجلي قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار فدميت إصبعه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ هل أنت إلا إصبع دميت ،
[1] هي العوراء بنت حرب أخت أبي سفيان ، وهي حمالة الحطب ، زوج أبي لهب .
92
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 92