responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 88


إلا له وقيل : الأتقى ، وجعل مختصا بالجنة ، كأن الجنة لم تخلق إلا له وقيل : هما أبو جهل أو أمية بن خلف . وأبو بكر رضي الله عنه .
قوله تعالى : وسيجنبها الأتقى ( 17 ) الذي يؤتى ماله يتزكى ( 18 ) قوله تعالى : ( سيجنبها ) أي يكون بعيدا منها . ( الأتقى ) أي المتقي الخائف .
قال ابن عباس : هو أبو بكر رضي الله عنه ، يزحزح عن دخول النار . ثم وصف الأتقى فقال : " الذي يؤتي ماله يتزكى " أي يطلب أن يكون عند الله زاكيا ، ولا يطلب بذلك رياء ولا سمعة ، بل يتصدق به مبتغيا به وجه الله تعالى . وقال بعض أهل المعاني : أراد بقوله " الأتقى " و " الأشقى " أي التقي والشقي ، كقول طرفة :
تمنى رجال أن أموت وإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد أي واحد ووحيد ، وتوضع ( أفعل ) موضع فعيل ، نحو قولهم : الله أكبر بمعنى كبير ، " وهو أهون عليه " ( 1 ) [ الروم : 27 ] بمعنى هين .
قوله تعالى : وما لاحد عنده من نعمة تجزى ( 19 ) إلا ابتغاء وجه ربه الاعلى ( 20 ) ولسوف يرضى ( 21 ) قوله تعالى : ( وما لاحد عنده من نعمة تجزى ) أي ليس يتصدق ليجازي على نعمة ، إنما يبتغي وجه ربه الاعلى ، أي المتعالي " ولسوف يرضى " أي بالجزاء . فروى عطاء والضحاك عن ابن عباس قال : عذب المشركون بلالا ، وبلال يقول أحد أحد ، فمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال : [ أحد - يعني الله تعالى - ينجيك ] ثم قال لأبي بكر : [ يا أبا بكر إن بلالا يعذب في الله ] فعرف أبو بكر الذي يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانصرف إلى منزله ، فأخذ رطلا من ذهب ، ومضى به إلى أمية بن خلف ، فقال له : أتبيعني بلالا ؟ قال : نعم ، فاشتراه فأعتقه . فقال المشركون : ما أعتقه أبو بكر إلا ليد كانت له عنده ، فنزلت " وما لاحد عنده " أي عند أبي بكر " من نعمة " ، أي من يد ومنة ، " تجزى " بل


( 1 ) آية 27 سورة الروم .

88

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست