responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 87


إذا يغشى " فلما بلغ " فأنذرتكم نارا تلظى " وقع عليه البكاء ، فلم يقدر يتعداها من البكاء ، فتركها وقرأ سورة أخرى . وقال : الفراء : " إلا الأشقى " إلا من كان شقيا في علم الله جل ثناؤه . وروى الضحاك عن ابن عباس قال : " لا يصلاها إلا الأشقى " أمية بن خلف ونظراؤه الذين كذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم . وقال قتادة : كذب بكتاب الله ، وتولى عن طاعة الله . وقال الفراء : لم يكن كذب برد ظاهر ، ولكنه قصر عما أمر به من الطاعة ، فجعل تكذيبا ، كما تقول : لقي فلان العدو فكذب : إذا نكل ورجع عن اتباعه . قال : وسمعت أبا ثروان يقول :
إن بني نمير ليس لجدهم [1] مكذوبة . يقول : إذا لقوا صدقوا القتال ، ولم يرجعوا . وكذلك قوله جل ثناؤه : " ليس لوقعتها كاذبة " [2] [ الواقعة : 2 ] يقول : هي حق . وسمعت سلم بن الحسن يقول :
سمعت أبا إسحاق الزجاج يقول : هذه الآية التي من أجلها قال أهل الارجاء [3] بالارجاء ، فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر ، لقوله جل ثناؤه : " لا يصلاها إلا الأشقى . الذي كذب وتولى " وليس الامر كما ظنوا . هذه نار موصوفة بعينها ، لا يصلى هذه النار إلا الذي كذب وتولى .
ولأهل النار منازل ، فمنها أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ، والله سبحانه كل ما وعد عليه بجنس من العذاب فجائز أن يعذب به . وقال جل ثناؤه : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " [4] [ النساء : 48 ] ، فلو كان كل من لم يشرك لم يعذب ، لم يكن في قوله :
" ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " فائدة ، وكان " ويغفر ما دون ذلك " كلاما لا معنى له .
الزمخشري : الآية واردة في الموازنة بين حالتي عظيم من المشركين وعظيم من المؤمنين ، فأريد أن يبالغ في صفتيهما المتناقضتين فقيل : الأشقى ، وجعل مختصا بالصلى ، كأن النار لم تخلق



[1] كذا في الأصول وأساس البلاغة للزمخشري . والذي في تفسير الفراء ولسان العرب - مادة كذب - : ( لحدهم ) بالحاء المهملة . وحد الرجل : بأسه ونفاذه في نجدته .
[2] آية 2 سورة الواقعة .
[3] هم المرجئة ، وهم فرقة من فرق الاسلام ، يعتقدون أنه لا يضر مع الايمان معصية . كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة . سموا مرجئة لاعتقادهم أن الله أرجأ تعذيبهم على المعاصي أي أخره عنهم . وقيل : المرجئة فرقة من المسلمين يقولون : الايمان قول بلا عمل كأنهم قدموا القول وأرجئوا العمل أي أخروه لأنهم يرون أنهم لو لم يصلوا ولم يصوموا لنجاهم إيمانهم .
[4] آية 48 سورة النساء .

87

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست