نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 89
" ابتغاء " بما فعل " وجه ربه الاعلى " . وقيل : اشترى أبو بكر من أمية وأبي بن خلف بلالا ، ببردة وعشر أواق ، فأعتقه لله ، فنزلت : " إن سعيكم لشتى " [ الليل : 4 ] . وقال سعيد بن المسيب : بلغني أن أمية بن خلف قال لأبي بكر حين قال له أبو بكر : أتبيعنيه ؟ فقال : نعم ، أبيعه بنسطاس ، وكان نسطاس عبدا لأبي بكر ، صاحب عشرة آلاف دينار وغلمان وجوار ومواش ، وكان مشركا ، فحمله أبو بكر على الاسلام ، على أن يكون له ماله ، فأبى ، فباعه أبو بكر به . فقال المشركون : ما فعل أبو بكر ببلال هذا إلا ليد كانت لبلال عنده ، فنزلت " وما لاحد عنده من نعمة تجزى . إلا ابتغاء " أي لكن ابتغاء ، فهو استثناء منقطع ، فلذلك نصبت . كقولك : ما في الدار أحد إلا حمارا . ويجوز الرفع . وقرأ يحيى بن وثاب " إلا ابتغاء وجه ربه " بالرفع ، على لغة من يقول : يجوز الرفع في المستثنى . وأنشد في اللغتين قول بشر بن أبي خازم : أضحت خلاء قفارا لا أنيس بها * إلا الجآذر والظلمان تختلف [1] وقول القائل : وبلدة ليس بها أنيس * إلا اليعاقير وإلا العيس [2] وفي التنزيل : " ما فعلوه إلا قليل منهم " [3] [ النساء : 66 ] وقد تقدم . ( وجه ربه الاعلى ) أي مرضاته وما يقرب منه . و " الاعلى " من نعت الرب الذي استحق صفات العلو . ويجوز أن يكون " ابتغاء وجه ربه " مفعولا له على المعنى ، لان معنى الكلام : لا يؤتي ماله إلا ابتغاء وجه ربه ، لا لمكافأة نعمته . ( ولسوف يرضى ) أي سوف يعطيه في الجنة ما يرضي ، وذلك أنه يعطيه أضعاف ما أنفق . وروى أبو حيان التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ رحم الله أبا بكر ! زوجني ابنته ، وحملني إلى دار الهجرة ، وأعتق بلالا من ماله ] . ولما اشتراه أبو بكر قال له بلال : هل اشتريتني لعملك أو لعمل الله ؟ قال : بل لعمل الله
[1] الجآذر ( جمع جؤذر ) وهو ولد البقرة الوحشية . والظلمان ( بالكسر والضم ) : جمع الظليم ، وهو الذكر من النعام . [2] اليعافير : جمع يعفور : وهو ولد الظبية ، وولد البقرة الوحشية أيضا . والعيس : إبل بيض تخالط بياضها شقرة ، جمع أعيس وعيساه . [3] آية 66 سورة النساء . راجع ج 5 ص 270 .
89
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 89