responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 86


معناه التوبيخ ، أي أي شئ يغني عنه إذا هلك ووقع في جهنم ! أي إن علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلالة . فالهدى : بمعنى بيان الاحكام ، قاله الزجاج .
أي على الله البيان ، بيان حلاله وحرامه ، وطاعته ومعصيته ، قاله قتادة . وقال الفراء : من سلك الهدى فعلى الله سبيله ، لقوله : " وعلى الله قصد السبيل " [1] [ النحل : 9 ] يقول : من أراد الله فهو على السبيل القاصد . وقيل : معناه إن علينا للهدى والاضلال ، فترك الاضلال ، كقوله : " بيدك الخير " [2] [ آل عمران : 26 ] ، و " بيده ملكوت كل شئ " [3] [ يس : 83 ] . وكما قال : " سرابيل تقيكم الحر " [4] [ النحل : 81 ] وهي تقي البرد ، عن الفراء أيضا . وقيل : أي إن علينا ثواب هداه الذي هديناه . ( وإن لنا للآخرة والأولى ) " للآخرة " الجنة . " والأولى " الدنيا . وكذا روى عطاء عن ابن عباس . أي الدنيا والآخرة لله تعالى . وروى أبو صالح عن ابن عباس قال : ثواب الدنيا والآخرة ، وهو كقوله تعالى :
" من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة " [5] [ النساء : 134 ] فمن طلبهما من غير مالكهما فقد أخطأ الطريق .
قوله تعالى : فأنذرتكم نارا تلظى ( 14 ) لا يصلاها إلا الأشقى ( 15 ) الذي كذب وتولى ( 16 ) قوله تعالى : ( فأنذرتكم ) أي حذرتكم وخوفتكم . ( نارا تلظى ) أي تلهب وتتوقد .
وأصله تتلظى . وهي قراءة عبيد بن عمير ، ويحيى بن يعمر ، وطلحة بن مصرف . ( لا يصلاها ) أي لا يجد صلاها وهو حرها . ( إلا الأشقى ) أي الشقي . " الذي كذب " بنبي الله محمدا صلى الله عليه وسلم . " وتولى " أي أعرض عن الايمان . وروى مكحول عن أبي هريرة قال : كل يدخل الجنة إلا من أباها . قال : يا أبا هريرة ، ومن يأبى أن يدخل الجنة ؟
قال : الذي كذب وتولى . وقال مالك : صلى بنا عمر بن عبد العزيز المغرب ، فقرأ " والليل



[1] آية 9 سورة النحل .
[2] آية 26 سورة آل عمران .
[3] آية 83 سورة يس .
[4] آية 81 سورة النحل .
[5] آية 134 سورة النساء .

86

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست