نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 85
الذي يمنع في موضع العطاء ، فكل من استفاد بما يعطي أجرا وحمدا فهو الجواد . وكل من استحق بالمنع ذما أو عقابا فهو البخيل . ومن لم يستفد بالعطاء أجرا ولا حمدا ، وإنما استوجب به ذما فليس بجواد ، وإنما هو مسوف مذموم ، وهو من المبذرين الذين جعلهم الله إخوان الشياطين ، وأوجب الحجر عليهم . ومن لم يستوجب بالمنع عقابا ولا ذما ، واستوجب به حمدا ، فهو من أهل الرشد ، الذين يستحقون القيام على أموال غيرهم ، بحسن تدبيرهم وسداد رأيهم . الرابعة - قال الفراء : يقول القائل : كيف قال : " فسنيسره للعسرى " ؟ وهل في العسرى تيسير ؟ فيقال في الجواب : هذا في إجازته بمنزلة قوله عز وجل : " فبشرهم بعذاب أليم " [1] [ آل عمران : 21 ] ، والبشارة في الأصل على المفرح والسار ، فإذا جمع في كلامين هذا خير وهذا شر ، جاءت البشارة فيهما . وكذلك التيسير في الأصل على المفرح ، فإذا جمع في كلامين هذا خير وهذا شر ، جاء التيسير فيهما جميعا . قال الفراء : وقوله تعالى : " فسنيسره " : سنهيئه . والعرب تقول : قد يسرت الغنم : إذا ولدت أو تهيأت للولادة . قال : هما سيدانا يزعمان وإنما * يسوداننا أن يسرت غنماهما [2] قوله تعالى : وما يغنى عنه ماله إذا تردى ( 11 ) إن علينا للهدى ( 12 ) وإن لنا للآخرة والأولى ( 13 ) قوله تعالى : ( وما يغنى عنه ماله إذا تردى ) أي مات . يقال : ردي الرجل يردي ردي : إذا هلك . قال : * صرفت الهوى عنهن من خشية الردى * وقال أبو صالح وزيد بن أسلم : " إذا تردى " : سقط في جهنم ، ومنه المتردية . ويقال : ردي في البئر وتردى : إذا سقط في بئر ، أو تهور من جبل . يقال : ما أدرى أين ردى ؟ أي أين ذهب . و " ما " : يحتمل أن تكون جحدا ، أي ولا يغني عنه ماله شيئا ، ويحتمل أن تكون استفهاما
[1] آية 21 سورة آل عمران . [2] البيت لأبي سيدة الدبيري . وقبله . إن لنا شيخين لا ينفعاننا * غنيين لا يجدي علينا غناهما
85
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 85