نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 78
قوله تعالى : ( كذبت ثمود بطغواها ) أي بطغيانها ، وهو خروجها عن الحد في العصيان ، قاله مجاهد وقتادة وغيرهما . وعن ابن عباس " بطغواها " أي بعذابها الذي وعدت به . قال : وكان اسم العذاب الذي جاءها الطغوي ، لأنه طغى عليهم . وقال محمد بن كعب : " بطغواها " بأجمعها . وقيل : هو مصدر ، وخرج على هذا المخرج ، لأنه أشكل برؤوس الآي . وقيل : الأصل بطغياها ، إلا أن " فعلى " إذا كانت من ذوات الياء أبدلت في الاسم واوا ، ليفصل بين الاسم والوصف . وقراءة العامة بفتح الطاء . وقرأ الحسن والجحدري وحماد بن سلمة ( بضم الطاء ) على أنه مصدر ، كالرجعي والحسني وشبههما في المصادر . وقيل : هما لغتان . ( إذا انبعث ) أي نهض . ( أشقاها ) لعقر الناقة . واسمه قدار بن سالف . وقد مضى في " الأعراف " بيان هذا ، وهل كان واحدا أو جماعة . وفي البخاري عن عبد الله ابن زمعة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب ، وذكر الناقة والذي عقرها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذ انبعث أشقاها ، انبعث لها رجل عزيز عارم [2] منيع في رهطه مثل أبي زمعة ) وذكر الحديث . خرجه مسلم أيضا . وروى الضحاك عن علي : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : [ أتدري من أشقى الأولين ] قلت : الله ورسوله أعلم . قال : ( عاقر الناقة - قال - أتدري من أشقى الآخرين ) قلت : الله ورسوله أعلم . قال : [ قاتلك ] ( فقال لهم رسول الله ) يعني صالحا . ( ناقة الله ) " ناقة " منصوب على التحذير ، كقولك : الأسد الأسد ، والصبي الصبي ، والحذار الحذار . أي احذروا ناقة الله ، أي عقرها . وقيل : ذروا ناقة الله كما قال : " هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم [3] عذاب أليم " . [ الأعراف : 73 ] . ( وسقياها ) أي ذروها وشربها . وقد مضى في سورة " الشعراء " [4] بيانه والحمد لله . وأيضا في سورة " اقتربت الساعة " [5] [ القمر : 1 ] . فإنهم لما اقترحوا الناقة ، وأخرجها لهم من الصخرة ، جعل لهم شرب يوم من بئرهم ، ولها شرب يوم مكان ذلك ، فشق ذلك عليهم .
( 1 ) راجع ج 7 ص 241 . [2] العارم : الجبار المفسد الخبيث . [3] آية 73 سورة الأعراف . [4] راجع ج 13 ص 131 . [5] راجع ج 17 ص 141
78
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 78