responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 77


في شئ . وقيل : هو على التقديم والتأخير بغير حذف ، والمعنى : قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها ، والشمس وضحاها . " أفلح " فاز . " من زكاها " أي من زكى الله نفسه بالطاعة .
( وقد خاب من دساها ) أي خسرت نفس دسها الله عز وجل بالمعصية . وقال ابن عباس :
خابت نفس أضلها وأغواها . وقيل : أفلح من زكى نفسه بطاعة الله ، وصالح الأعمال ، وخاب من دس نفسه في المعاصي ، قال قتادة وغيره . وأصل الزكاة : النمو والزيادة ، ومنه زكا الزرع :
إذا كثر ريعه ، ومنه تزكية القاضي للشاهد ، لأنه يرفعه بالتعديل ، وذكر الجميل . وقد تقدم هذا المعنى في أول سورة " البقرة " [1] مستوفى . فمصطنع المعروف والمبادر إلى أعمال البر ، شهر نفسه ورفعها .
وكانت أجواد العرب تنزل الربا وارتفاع الأرض ، ليشتهر مكانها للمعتفين [2] ، وتوقد النار في الليل للطارقين . وكانت اللئام تنزل الأولاج والأطراف والاهضام [3] ، ليخفى مكانها عن الطالبين .
فأولئك علوا أنفسهم وزكوها ، وهؤلاء أخفوا أنفسهم ودسوها . وكذا الفاجر أبدا خفي المكان ، زمر [4] المروءة غامض الشخص ، ناكس الرأس بركوب المعاصي . وقيل : دساها : أغواها . قال :
وأنت الذي دسيت عمرا فأصبحت * حلائله منه أرامل ضيعا [5] قال أهل اللغة : والأصل : دسسها ، من التدسيس ، وهو إخفاء الشئ في الشئ ، فأبدلت سينه ياء ، كما يقال : قصيت أظفاري ، وأصله قصصت أظفاري . ومثله قولهم في تقضض : تقضي .
وقال ابن الأعرابي : " وقد خاب من دساها " أي دس نفسه في جملة الصالحين وليس منهم .
قوله تعالى : كذبت ثمود بطغواها ( 11 ) إذ انبعث أشقاها ( 12 ) فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقيها ( 13 ) فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ( 14 )



[1] راجع ج 1 ص 343 طبعة ثانية أو ثالثة .
[2] المعتفى : كل طالب فضل أو رزق .
[3] الأولاج : ما كان من كهف أو غار يلجأ إليه . والاهضام : أسافل الأودية .
[4] الزمر : القليل .
[5] الذي في اللسان ( مادة دسا ) : وأنت الذي دسيت عمرا فأصبحت * نساؤهم فيهم أرامل ضسيع وقال : دسيت : أغويت وأفسدت . وعمرو : قبيلة .

77

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست