نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 79
( فكذبوه ) أي كذبوا صالحا عليه السلام في قوله لهم : [ إنكم تعذبون إن عقرتموها ] . ( فعقروها ) أي عقرها الأشقى . وأضيف إلى الكل لأنهم رضوا بفعله . وقال قتادة : ذكر لنا أنه لم يعقرها حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم ، ذكرهم وأنثاهم . وقال الفراء : عقرها اثنان : والعرب تقول : هذان أفضل الناس ، وهذان خير الناس ، وهذه المرأة أشقى القوم ، فلهذا لم يقل : أشقياها . قوله تعالى : ( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم ) أي أهلكهم وأطبق عليهم العذاب بذنبهم الذي هو الكفر والتكذيب والعقر . وروى الضحاك عن ابن عباس قال : دمدم عليهم قال : دمر عليهم ربهم بذنبهم ، أي بجرمهم . وقال الفراء : دمدم أي أرجف . وحقيقة الدمدمة تضعيف العذاب وترديده . ويقال : دممت على الشئ : أي أطبقت عليه ، ودمم عليه القبر : أطبقه . وناقة مدمومة : ألبسها الشحم . فإذا كررت الاطباق قلت : دمدمت . والدمدمة : إهلاك باستئصال ، قاله المؤرج . وفي الصحاح : ودمدمت الشئ : إذا ألزقته بالأرض وطحطحته . ودمدم الله عليهم : أي أهلكهم . القشيري : وقيل دمدمت على الميت التراب : أي سويت عليه . فقوله : " فدمدم عليهم " أي أهلكهم ، فجعلهم تحت التراب . ( فسواها ) أي سوى عليهم الأرض . وعلى الأول ( فسواها ) أي فسوى الدمدمة والاهلاك عليهم وذلك أن الصيحة أهلكتهم ، فأتت على صغيرهم وكبيرهم . وقال ابن الأنباري : دمدم أي غضب . والدمدمة : الكلام الذي يزعج الرجل . وقال بعض اللغويين : الدمدمة : الإدامة ، تقول العرب : ناقة مدمدمة أي سمينة . وقيل : ( فسواها " أي فسوى الأمة في إنزال العذاب بهم ، صغيرهم وكبيرهم ، وضيعهم وشريفهم ، وذكرهم وأنثاهم . وقرأ ابن الزبير " فدمدم " وهما ، لغتان ، كما يقال : امتقع لونه وانتقع . قوله تعالى : ولا يخاف عقباها ( 15 ) أي فعل الله ذلك بهم غير خائف أن تلحقه تبعة الدمدمة من أحد ، قاله ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد . والهاء في " عقباها " ترجع إلى الفعلة ، كقوله : ( من اغتسل يوم
79
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 79