نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 74
قوله تعالى : والنهار إذا جلاها ( 3 ) أي كشفها . فقال قوم : جلى الظلمة ، وإن لم يجر لها ذكر ، كما تقول : أضحت باردة ، تريد أضحت غداتنا باردة . وهذا قول الفراء والكلبي وغيرهما وقال قوم : الضمير في " جلاها " للشمس ، والمعنى : أنه يبين بضوئه جرمها . ومنه قول قيس بن الخطيم : تجلت لنا كالشمس تحت غمامة * بدا حاجب منها وضنت بحاجب وقيل : جلى ما في الأرض من حيوانها حتى ظهر ، لاستتاره ليلا وانتشاره نهارا . وقيل : جلى الدنيا . وقيل : جلى الأرض ، وإن لم يجر لها ذكر ، ومثله قوله تعالى : " حتى توارت بالحجاب " ( 1 ) [ ص : 32 ] على ما تقدم آنفا . قوله تعالى : والليل إذا يغشاها ( 4 ) أي يغشى الشمس ، فيذهب بضوئها عند سقوطها ، قال مجاهد وغيره . وقيل : يغشى الدنيا بالظلم ، فتظلم الآفاق . فالكناية ترجع إلى غير مذكور . قوله تعالى : والسماء وما بناها ( 5 ) أي وبنيانها . فما مصدرية ، كما قال : " بما غفر لي ربي " ( 2 ) [ يس : 27 ] أي بغفران ربي ، قاله قتادة ، واختاره المبرد . وقيل : المعنى ومن بناها ، قاله الحسن ومجاهد ، وهو اختيار الطبري . أي ومن خلقها ورفعها ، وهو الله تعالى . وحكي عن أهل الحجاز : سبحان ما سبحت له ، أي سبحان من سبحت له . قوله تعالى : والأرض وما طحاها ( 6 ) أي وطحوها . وقيل : ومن طحاها ، على ما ذكرناه آنفا . أي بسطها ، كذا قال عامة المفسرين ، مثل دحاها . قال الحسن ومجاهد وغيرهما : طحاها ودحاها : واحد ، أي بسطها
( 1 ) آية 32 سورة ص . ( 2 ) آية 27 سورة يس .
74
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 74