نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 75
من كل جانب . والطحو : البسط ، طحا يطحو طحوا ، وطحى يطحي طحيا ، وطحيت : اضطجعت ، عن أبي عمرو . وعن ابن عباس : طحاها : قسمها . وقيل : خلقها ، قال الشاعر : وما تدري جذيمة من طحاها * ولا من ساكن العرش الرفيع الماوردي : ويحتمل أنه ما خرج منها من نبات وعيون وكنوز ، لأنه حياة لما خلق عليها . ويقال في بعض أيمان العرب : لا ، والقمر الطاحي ، أي المشرف المشرق المرتفع . قال أبو عمرو : طحا الرجل : إذا ذهب في الأرض . يقال : ما أدري أين طحا ! ويقال : طحا به قلبه : إذا ذهب به في كل شئ . قال علقمة : طحا بك قلب في الحسان طروب * بعيد الشباب عصر حان مشيب قوله تعالى : ونفس وما سواها ( 7 ) قيل : المعنى وتسويتها . " فما " : بمعنى المصدر . وقيل : المعنى ومن سواها ، وهو الله عز وجل . وفي النفس قولان : أحدهما آدم . الثاني : كل نفس منفوسة . وسوى : بمعنى هيأ . وقال مجاهد : سواها : سوى خلقها وعدل . وهذه الأسماء كلها مجرورة على القسم . أقسم جل ثناؤه بخلقه لما فيه من عجائب الصنعة الدالة عليه . قوله تعالى : فألهمها فجورها وتقواها ( 8 ) قوله تعالى : " فألهمها " أي عرفها ، كذا روى ابن أبي نجيح عن مجاهد . أي عرفها طريق الفجور والتقوى ، وقال ابن عباس . وعن مجاهد أيضا : عرفها الطاعة والمعصية . وعن محمد بن كعب قال : إذا أراد الله عز وجل بعبده خيرا ، ألهمه الخير فعمل به ، وإذا أراد به السوء ، ألهمه الشر فعمل به . وقال الفراء : " فألهمها " قال : عرفها طريق الخير وطريق الشر ، كما قال : " وهديناه النجدين " ( 1 ) [ البلد : 10 ] . وروى الضحاك عن ابن عباس قال : ألهم المؤمن المتقي تقواه ، وألهم الفاجر فجوره . وعن سعيد عن قتادة قال : بين لها فجورها وتقواها . والمعنى
( 1 ) آية 10 سورة البلد .
75
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 75