نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 7
إن نزل من الدماغ ، فإنما يمر بين الصلب والترائب . وقال قتادة : المعنى ويخرج من صلب الرجل وترائب المرأة . وحكى الفراء أن مثل هذا يأتي عن العرب ، وعليه فيكون معنى من بين الصلب : من الصلب . وقال الحسن : المعنى : يخرج من صلب الرجل وترائب الرجل ، ومن صلب المرأة وترائب المرأة . ثم إنا نعلم أن النطفة من جميع أجزاء البدن ، ولذلك يشبه الرجل والديه كثيرا [1] . وهذه الحكمة في غسل جميع الجسد من خروج المني . وأيضا المكثر من الجماع يجد وجعا في ظهره وصلبه ، وليس ذلك إلا لخلو صلبه عما كان محتبسا من الماء . وروى إسماعيل عن أهل مكة " يخرج من بين الصلب " بضم اللام . ورويت عن عيسى الثقفي . حكاه المهدوي وقال : من جعل المني يخرج من بين صلب الرجل وترائبه ، فالضمير في " يخرج " للماء . ومن جعله من بين صلب الرجل وترائب المرأة ، فالضمير للانسان . وقرئ " الصلب " ، بفتح الصاد واللام . وفيه أربع لغات [2] : صلب وصلب وصلب وصالب . قال العجاج : * في صلب مثل العنان المؤدم * وفي مدح النبي صلى الله عليه وسلم : * تنقل من صالب إلى رحم * [3] الأبيات مشهورة معروفة . " إنه " أي إن الله جل ثناؤه " على رجعه " أي على رد الماء في الإحليل ، " لقادر " كذا قال مجاهد والضحاك . وعنهما أيضا أن المعنى : إنه على رد الماء في الصلب ، وقال عكرمة . وعن الضحاك أيضا أن المعنى : إنه على رد الانسان ماء كما كان لقادر . وعنه أيضا أن المعنى : إنه على رد الانسان من الكبر إلى الشباب ، ومن الشباب إلى الكبر ، لقادر . وكذا في المهدوي . وفي الماوردي والثعلبي : إلى الصبا ، ومن الصبا إلى النطفة . وقال ابن زيد : إنه على حبس ذلك الماء حتى لا يخرج ، لقادر . وقال ابن عباس وقتادة والحسن وعكرمة أيضا : إنه على رد الانسان بعد الموت لقادر . وهو اختيار الطبري . الثعلبي : وهو الأقوى ، لقوله تعالى : " يوم تبلى السرائر " [ الطارق : 9 ] قال الماوردي : ويحتمل أنه على أن يعيده إلى الدنيا بعد بعثه في الآخرة ، لان الكفار يسألون الله تعالى فيها الرجعة .
[1] وقال الأستاذ الامام في تفسير جزء ( عم ) : كنى بالصلب عن الرجل ، وبالترائب عن المرأة . [2] أنظر ما سبق في ص 5 . [3] تمام البيت * إذا بدا عالم بدا طبق * وهو من قول للعباس بن عبد المطلب في مدح النبي صلى الله عليه وسلم .
7
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 7