نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 63
قمط قماطا ، وشد رباطا ، يكابد الضيق والتعب ، ثم يكابد الارتضاع ، ولو فاته لضاع ، ثم يكابد نبت أسنانه ، وتحرك لسانه ، ثم يكابد الفطام ، الذي هو أشد من اللطام ، ثم يكابد الختان ، والأوجاع والأحزان ، ثم يكابد المعلم وصولته ، والمؤدب وسياسته ، والأستاذ وهيبته ، ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه [1] ، ثم يكابد شغل الأولاد ، والخدم والأجناد ، ثم يكابد شغل الدور ، وبناء القصور ، ثم الكبر والهرم ، وضعف الركبة والقدم ، في مصائب يكثر تعدادها ، ونوائب يطول إيرادها ، من صداع الرأس ، ووجع الأضراس ، ورمد العين ، وغم الدين ، ووجع السن ، وألم الاذن . ويكابد محنا في المال والنفس ، مثل الضرب والحبس ، ولا يمضي عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة ، ولا يكابد إلا مشقة ، ثم الموت بعد ذلك كله ، ثم مسألة الملك ، وضغطة القبر وظلمته ، ثم البعث والعرض على الله ، إلى أن يستقر به القرار ، إما في الجنة وإما في النار ، قال الله تعالى : " لقد خلقنا الانسان في كبد " ، فلو كان الامر إليه لما اختار هذه الشدائد . ودل هذا على أن له خالقا دبره ، وقضى عليه بهذه الأحوال ، فليمتثل أمره . وقال ابن زيد : الانسان هنا آدم . وقوله : " في كبد " أي في وسط السماء . وقال الكلبي : إن هذا نزل في رجل من بني جمح ، كان يقال له أبو الأشدين [2] ، وكان يأخذ الأديم العكاظي فيجعله تحت قدميه ، فيقول : من أزالني عنه فله كذا . فيجذبه عشرة حتى يتمزق ولا تزول قدماه ، وكان من أعداء النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه نزل " أيحسب أن لن يقدر عليه أحد " [ البلد : 5 ] يعني : لقوته . وروي عن ابن عباس . " في كبد " أي شديدا ، يعني شديد الخلق ، وكان من أشد رجال قريش . وكذلك ركانة ابن هشام بن عبد المطلب ، وكان مثلا في البأس والشدة . وقيل : " في كبد " أي جرئ القلب ، غليظ الكبد ، مع ضعف خلقته ، ومهانة مادته . ابن عطاء : في ظلمة وجهل . الترمذي : مضيعا ما يعنيه ، مشتغلا بما لا يعنيه .
[1] في نسخة من نسخ الأصل وحاشية الجمل : " ثم يكابد شغل التزيج والتعجيل فيه ، والتزويج " . [2] كذا في نسخ الأصل . وفي الكشاف وروح المعاني والبيضاوي والثعلبي : " أبو الأشد " .
63
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 63