نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 62
يعني العاقر الذي لا يولد له ، وقاله ابن عباس . و " ما " على هذا نفي . وهو بعيد ، ولا يصح إلا بإضمار الموصول ، أي ووالد والذي ما ولد ، وذلك لا يجوز عند البصريين . وقيل : هو عموم في كل والد وكل مولود ، قاله عطية العوفي . وروي معناه عن ابن عباس أيضا . وهو اختبار الطبري . قال الماوردي : ويحتمل أن الوالد النبي صلى الله عليه وسلم ، لتقدم ذكره ، وما ولد أمته : لقوله عليه السلام : [ إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم ] . فأقسم به وبأمته بعد أن أقسم ببلده ، مبالغة في تشريفه عليه السلام . قوله تعالى : لقد خلقنا الانسان في كبد ( 4 ) إلى هنا انتهى القسم ، وهذا جوابه . ولله أن يقسم بما يشاء من مخلوقاته لتعظيمها ، كما تقدم . والانسان هنا ابن آدم . " في كبد " أي في شدة وعناء من مكابدة الدنيا . وأصل الكبد الشدة . ومنه تكبد اللبن : غلظ وخثر واشتد . ومنه الكبد ، لأنه دم تغلظ واشتد . ويقال : كابدت هذا الامر : قاسيت شدته : قال لبيد : يا عين هلا بكيت أربد إذ * قمنا وقام الخصوم في كبد قال ابن عباس والحسن : " في كبد " أي في شدة ونصب . وعن ابن عباس أيضا : في شدة من حمله وولادته ورضاعه ونبت أسنانه ، وغير ذلك من أحواله . وروى عكرمة عنه قال : منتصبا في بطن أمه . والكبد : الاستواء والاستقامة . فهذا امتنان عليه في الخلقة . ولم يخلق الله جل ثناؤه دابة في بطن أمها إلا منكبة على وجهها إلا ابن آدم ، فأنه منتصب انتصابا ، وهو قول النخعي ومجاهد وغيرهما . ابن كيسان : منتصبا رأسه في بطن أمه ، فإذا أذن الله أن يخرج من بطن أمه قلب رأسه إلى رجلي أمه . وقال الحسن : يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة . وعنه أيضا : يكابد الشكر على السراء ويكابد الصبر على الضراء ، لأنه لا يخلو من أحدهما . ورواه ابن عمر . وقال يمان : لم يخلق الله خلقا يكابد ما يكابد ابن آدم ، وهو مع ذلك أضعف الخلق . قال علماؤنا : أول ما يكابد قطع سرته ، ثم إذا
62
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 62