نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 59
( فأدخلي في عبادي ) أي في أجساد عبادي ، دليله قراءة ابن عباس وابن مسعود . قال ابن عباس : هذا يوم القيامة ، وقاله الضحاك . والجمهور على أن الجنة هي دار الخلود التي هي مسكن الأبرار ، ودار الصالحين والأخيار . ومعنى " في عبادي " أي في الصالحين من عبادي ، كما قال : " لندخلنهم في الصالحين " [1] [ العنكبوت : 9 ] . وقال الأخفش : " في عبادي " أي في حزبي ، والمعنى واحد . أي انتظمي في سلكهم . ( وادخلي جنتي ) معهم . سورة " البلد " مكية باتفاق . وهي عشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى : لا أقسم بهذا البلد ( 1 ) يجوز أن تكون " لا " زائدة ، كما تقدم في " لا أقسم بيوم القيامة " [ القيامة : 1 ] ، قاله الأخفش . أي أقسم ، لأنه قال : " بهذا البلد " وقد أقسم به في قوله : " وهذا البلد الأمين " [ التين : 3 ] فكيف يجحد القسم به وقد أقسم به . قال الشاعر : تذكرت ليلى فاعترتني صبابة * وكاد صميم القلب لا يتقطع أي يتقطع ، ودخل حرف " لا " صلة ، ومنه قوله تعالى : " ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك " ( 3 ) [ الأعراف : 12 ] بدليل قوله تعالى في [ ص ] : " ما منعك أن تسجد " ( 4 ) . [ ص : 75 ] . وقرأ الحسن والأعمش وابن كثير " لأقسم " من غير ألف بعد اللام إثباتا . وأجاز الأخفش أيضا أن تكون بمعنى " ألا " . وقيل : ليست بنفي القسم ، وإنما هو كقول العرب : لا والله لا فعلت كذا ، ولا والله ما كان
[1] آية 9 سورة العنكبوت . ( 2 ) راجع ج 19 ص 90 ( 3 ) آية 12 سورة الأعراف راجع ج 7 ص 170 . ( 4 ) آية 75 .
59
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 59