نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 58
وقال ابن عطاء : العارفة التي لا تصبر عنه طرفة عين . وقيل : المطمئنة بذكر الله تعالى بيانه " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله " [1] [ الرعد : 38 ] . وقيل : المطمئنة بالايمان ، المصدقة بالبعث والثواب . وقال ابن زيد : المطمئنة لأنها بشرت بالجنة عند الموت ، وعند البعث ، ويوم الجمع . وروى عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : يعني نفس حمزة . والصحيح أنها عامة في كل نفس مؤمن مخلص طائع . قال الحسن البصري : إن الله تعالى إذا أراد أن يقبض روح عبده المؤمن ، اطمأنت النفس إلى الله تعالى ، واطمأن الله إليها . وقال عمرو بن العاص : إذا توفي المؤمن أرسل الله إليه ملكين ، وأرسل معهما تحفة من الجنة ، فيقولان لها : " اخرجي أيتها النفس المطمئنة راضية مرضية ، ومرضيا عنك ، اخرجي إلى روح وريحان ، ورب راض غير غضبان ، فتخرج كأطيب ريح المسك وجد أحد من أنفه على ظهر الأرض . وذكر الحديث . وقال سعيد بن زايد : قرأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم " يا أيتها النفس المطمئنة " ، فقال أبو بكر : ما أحسن هذا يا رسول الله ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ إن الملك سيقولها لك يا أبا بكر ] . وقال سعيد بن جبير : مات ابن عباس بالطائف ، فجاء طائر لم ير على خلقته طائر قط ، فدخل نعشه ، ثم لم ير خارجا منه ، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر - لا يدري من تلاها - : " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية " . وروى الضحاك أنها نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه حين وقف بئر رومة [2] . وقيل : نزلت في بيب بن عدي الذي صلبه أهل مكة ، وجعلوا وجهه إلى المدينة ، فحول الله وجهه نحو القبلة . والله أعلم . معنى ( إلى ربك ) أي إلى صاحبك وجسدك ، قاله ابن عباس وعكرمة وعطاء . واختاره الطبري ، ودليله قراءة ابن عباس " فادخلي في عبدي " على التوحيد ، فيأمر الله تعالى الأرواح غدا أن ترجع إلى الأجساد . وقرأ ابن مسعود " في جسد عبدي " . وقال الحسن : ارجعي إلى ثواب ربك وكرامته . وقال أبو صالح : المعنى : ارجعي إلى الله . وهذا عند الموت .