نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 57
أحد ، فلا يؤخذ منه فداء . والعذاب بمعنى التعذيب ، والوثاق بمعنى الايثاق . ومنه قول الشاعر : * وبعد عطائك المائة الرتاعا [1] * وقيل : لا يعذب أحد ليس بكافر عذاب الكافر . واختار أبو عبيد وأبو حاتم فتح الذال والثاء . وتكون الهاء ضمير الكافر ، لان ذلك معروف : أنه لا يعذب أحد كعذاب الله . وقد روى أبو قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ بفتح الذال والثاء . وروي أن أبا عمرو رجع إلى قراءة النبي صلى الله عليه وسلم . وقال أبو علي : يجوز أن يكون الضمير للكافر على قراءه الجماعة ، أي لا يعذب أحد أحدا مثل تعذيب هذا الكافر ، فتكون الهاء للكافر . والمراد ب " - أحد " الملائكة الذين يتولون تعذيب أهل النار . قوله تعالى : يا أيها النفس المطمئنة ( 27 ) ارجعي إلى ربك راضية مرضية ( 28 ) فأدخلي في عبادي ( 29 ) وادخلي جنتي ( 30 ) قوله تعالى : ( يا أيتها النفس المطمئنة ) لما ذكر حال من كانت همته الدنيا فاتهم الله في إغنائه ، وإفقاره ، ذكر حال من اطمأنت نفسه إلى الله تعالى . فسلم لامره ، واتكل عليه . وقيل : هو من قول الملائكة لأولياء الله عز وجل . والنفس المطمئنة : الساكنة الموقنة ، أيقنت أن الله ربها ، فأخبتت لذلك ، قاله مجاهد وغيره . وقال ابن عباس : أي المطمئنة بثواب الله . وعنه المؤمنة . وقال الحسن : المؤمنة الموقنة . وعن مجاهد أيضا : الراضية بقضاء الله ، التي علمت أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها ، وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها . وقال مقاتل : الآمنة من عذاب الله . وفي حرف أبي بن كعب " يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة " . وقيل : التي عملت على يقين بما وعد الله في كتابه . وقال ابن كيسان : المطمئنة هنا : المخلصة .
[1] هذا عجز بيت للقطامي ، من قصيدة مدح بها زفر بن الحارث ، وصدره : * أكفرا بعد رد الموت عنى * والرتاع : الإبل الراتعة .
57
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 57