نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 56
ثم تعرض لي جهنم فتقول : ما لي ولك يا محمد ، إن الله قد حرم لحمك علي ) فلا يبقى أحد إلا قال نفسي نفسي ! إلا محمد صلى الله عليه وسلم فإنه يقول : رب أمتي ! رب أمتي ! قوله تعالى : ( يومئذ يتذكر الانسان ) أي يتعظ ويتوب . وهو الكافر ، أو من همته معظم [1] الدنيا . ( وأنى له الذكرى ) أي ومن أين له الاتعاظ والتوبة وقد فرط فيها في الدنيا . ويقال : أي ومن أين له منفعة الذكرى . فلا بد من تقدير حذف المضاف ، وإلا فبين " يومئذ يتذكر " وبين " وأنى له الذكرى " تناف ، قاله الزمخشري . قوله تعالى : يقول يا ليتني قدمت لحياتي ( 24 ) أي في حياتي . فاللام بمعنى في . وقيل : أي قدمت عملا صالحا لحياتي ، أي لحياة لا موت فيها . وقيل : حياة أهل النار ليست هنيئة ، فكأنهم لا حياة لهم ، فالمعنى : يا ليتني قدمت من الخير لنجاتي من النار ، فأكون فيمن له حياة هنيئة . قوله تعالى : فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ( 25 ) ولا يوثق وثاقه أحد ( 26 ) قوله تعالى : ( يومئذ لا يعذب عذابه أحد ) أي لا يعذب كعذاب الله أحد ، ولا يوثق كوثاقه أحد . والكناية ترجع إلى الله تعالى . وهو قول ابن عباس والحسن . وقرأ الكسائي " لا يعذب " " ولا يوثق " بفتح الذال والثاء ، أي لا يعذب أحد في الدنيا كعذاب الله الكافر يومئذ ، ولا يوثق كما يوثق الكافر . والمراد إبليس ، لان الدليل قام على أنه أشد الناس عذابا ، لأجل إجرامه ، فأطلق الكلام لأجل ما صحبه من التفسير . وقيل : إنه أمية ابن خلف ، حكاه الفراء . يعني أنه لا يعذب كعذاب هذا الكافر المعين أحد ، ولا يوثق بالسلاسل والاغلال كوثاقه أحد ، لتناهيه في كفره وعناده . وقيل : أي لا يعذب مكانه
[1] هكذا وردت في جميع نسخ الأصل . وفي تفسير ابن عادل : " ومن همته الدنيا " .
56
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 56