responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 55


قوله تعالى : وجاء ربك والملك صفا صفا ( 22 ) وجئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى ( 23 ) قوله تعالى : ( وجاء ربك ) أي أمره وقضاؤه ، قاله الحسن . وهو من باب حذف المضاف . وقيل : أي جاءهم الرب بالآيات العظيمة ، وهو كقوله تعالى : " إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام " ( 1 ) [ البقرة : 210 ] ، أي بظلل . وقيل : جعل مجئ الآيات مجيئا له ، تفخيما لشأن تلك الآيات . ومنه قوله تعالى في الحديث : ( يا بن آدم ، مرضت فلم تعدني ، واستسقيتك فلم تسقني ، واستطعمتك فلم تطعمني ) . وقيل : " وجاء ربك " أي زالت الشبه ذلك اليوم ، وصارت المعارف ضرورية ، كما تزول الشبه والشك عند مجئ الشئ الذي كان يشك فيه . قال أهل الإشارة : ظهرت قدرته واستولت ( 2 ) ، والله جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان ، وأنى له التحول والانتقال ، ولا مكان له ولا أوان ، ولا يجري عليه وقت ولا زمان ، لان في جريان الوقت على الشئ فوت الأوقات ، ومن فاته شئ فهو عاجز .
قوله تعالى : ( والملك ) أي الملائكة . ( صفا صفا ) أي صفوفا . ( وجئ يومئذ بجهنم ) :
قال ابن مسعود ومقاتل : تقاد جهنم بسبعين ألف زمام ، كل زمام بيد سبعين ألف ملك ، لها تغيظ وزفير ، حتى تنصب عن يسار العرش . وفي صحيح ، مسلم عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ يؤتى بجهنم يومئذ ، لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ] . وقال أبو سعيد الخدري : لما نزلت " وجئ يومئذ بجهنم " تغير لون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعرف في وجهه . حتى اشتد على أصحابه ، ثم قال : [ أقرأني جبريل " كلا إذا دكت الأرض دكا دك - الآية - وجئ يومئذ بجهنم ] .
قال علي رضي الله عنه : قلت يا رسول الله ، كيف يجاء بها ؟ قال : ( تؤتى بها تقاد بسبعين ألف زمام ، يقود بكل زمام سبعون ألف ملك ، فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع


( 1 ) آية 210 سورة البقرة . ( 2 ) في بعض الأصول : ( واستوت ) .

55

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست