responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 4


هذيل : يقول قائلهم : نشدتك لما قمت . الباقون بالتخفيف ، على أنها زائدة مؤكدة ، كما ذكرنا . ونظير هذه الآية قوله تعالى : " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله " [1] [ الرعد : 11 ] ، على ما تقدم . وقيل : الحافظ هو الله سبحانه ، فلو لا حفظه لها لم تبق . وقيل :
الحافظ عليه عقله يرشده إلى مصالحه ، ويكفه عن مضاره .
قلت : العقل وغيره وسائط ، والحافظ في الحقيقة هو الله عز وجل ، قال الله عز وجل :
" فالله خير حافظا " [2] [ يوسف : 65 ] ، وقال : " قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن " [3] [ الأنبياء : 52 ] . وما كان مثله .
قوله تعالى : فلينظر الانسان مم خلق ( 5 ) خلق من ماء دافق ( 6 ) يخرج من بين الصلب والترائب ( 7 ) إنه على رجعه لقادر ( 8 ) قوله تعالى : ( فلينظر الانسان ) أي أبن أدم " مم خلق " وجه الاتصال بما قبله توصية الانسان بالنظر في أول أمره وسنته الأولى ، حتى يعلم أن من أنشأه قادر على إعادته وجزائه ، فيعمل ليوم الإعادة والجزاء ، ولا يملي على حافظه إلا ما يسره في عاقبة أمره . و " مم خلق " ؟
استفهام ، أي من أي شئ خلق ؟ ثم قال : ( خلق ) وهو جواب الاستفهام " من ماء دافق " أي من المني . والدفق : صب الماء ، دفقت الماء أدفقه دفقا : صببته ، فهو ماء دافق ، أي مدفوق ، كما قالوا : سر كاتم : أي مكتوم ، لأنه من قولك : دفق الماء ، على ما لم يسم فاعله . ولا يقال : دفق الماء ( 4 ) . ويقال : دفق الله روحه : إذا دعي عليه بالموت .
قال الفراء والأخفش : " من ماء دافق " أي مصبوب في الرحم ، الزجاج : من ماء ذي اندفاق .
يقال : دارع وفارس ونابل ، أي ذو فرس ، ودرع ، ونبل . وهذا مذهب سيبويه . فالدافق هو المندفق بشدة قوته . وأراد ماءين : ماء الرجل وماء المرأة ، لان الانسان مخلوق منهما ، لكن جعلهما ماء واحدا لامتزاجهما . وعن عكرمة عن ابن عباس : " دافق " لزج . ( يخرج )



[1] راجع ج 9 ص 291 .
[2] آية 65 سورة يوسف .
[3] آية 52 سورة الأنبياء . ( 4 ) بل يقال ذلك ، ونقله صاحب اللسان عن الليث . وانظره أيضا في المصباح المنير للفيومي .

4

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست