نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 3
وسلم : [ أعوذ بك من شر طوارق الليل والنهار ، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن ] . وقال جرير في الطروق : طرقتك صائدة القلوب وليس ذا * حين الزيارة فارجعي بسلام ثم بين فقال : ( وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب ) والثاقب : المضئ . ومنه " شهاب ثاقب " [1] . يقال ثقب يثقب ثقوبا وثقابة : إذا أضاء . وثقوبه : ضوءه . والعرب تقول : أثقب نارك ، أي أضئها . قال : أذاع به في الناس حتى كأنه * بعلياء نار أوقدت بثقوب الثقوب : ما تشعل به النار من دقاق العيدان . وقال مجاهد : الثاقب : المتوهج . القشيري : والمعظم على أن الطارق والثاقب اسم جنس أريد به العموم [2] ، كما ذكرنا عن مجاهد . ( وما أدراك ما الطارق ) تفخيما لشأن هذا المقسم به . وقال سفيان : كل ما في القرآن " وما أدراك " ؟ فقد أخبره به . وكل شئ قال فيه " وما يدريك " : لم يخبره به . قال قتادة : حفظة يحفظون عليك رزقك وعملك وأجلك . وعنه أيضا قال : قرينه يحفظ عليه عمله : من خير أو شر . وهذا هو جواب القسم . وقيل : الجواب " إنه على رجعه لقادر " في قول الترمذي : محمد بن علي . و " إن " : مخففة من الثقيلة ، و " ما " : مؤكدة ، أي إن كل نفس لعليها حافظ . وقيل : المعنى إن كل نفس إلا عليها حافظ : يحفظها من الآفات ، حتى يسلمها إلى القدر . قال الفراء : الحافظ من الله ، يحفظها حتى يسلمها إلى المقادير ، وقاله الكلبي . وقال أبو أمامة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ وكل بالمؤمن مائة وستون ملكا يذبون عنه ما لم يقدر عليه . من ذلك البصر ، سبعة أملاك يذبون عنه ، كما يذب عن قصعة العسل الذباب . ولو وكل العبد إلى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين ] . وقراءة ابن عامر وعاصم وحمزة " لما " بتشديد الميم ، أي ما كل نفس إلا عليها حافظ ، وهي لغة
[1] آية 10 سورة الصافات . [2] أي لم يرد به نجم معين ، كالثريا أو زحل ، كما قال بعض المفسرين .
3
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 3