responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 37


في مركوبه ، ثم يمد بصره إلى السماء ثم إلى الأرض . فأمروا بالنظر في هذه الأشياء ، فإنها أدل دليل على الصانع المختار القادر .
قوله تعالى : فذكر إنما أنت مذكر ( 21 ) لست عليهم بمصيطر ( 22 ) إلا من تولى وكفر ( 23 ) فيعذبه العذاب الأكبر ( 24 ) إن إلينا إيابهم ( 25 ) ثم إن علينا حسابهم ( 26 ) قوله تعالى : " فذكر " أي فعظهم يا محمد وخوفهم . " إنما أنت مذكر " أي واعظ .
( لست عليهم بمصيطر ) أي بمسلط عليهم فتقتلهم . ثم نسختها آية السيف . وقرأ هارون الأعور " بمسيطر " ( بفتح الطاء ) ، و " المصيطرون " ( 1 ) [ الطور : 37 ] . وهي لغة تميم . وفي الصحاح :
" المسيطر والمصيطر : المسلط على الشئ ، ليشرف عليه ، ويتعهد أحواله ، . ويكتب عمله ، وأصله من السطر ، لان ( 2 ) من معنى السطر ألا يتجاوز ، فالكتاب مسطر ، والذي يفعله مسطر ومسيطر ، يقال : سيطرت علينا ، وقال تعالى : " لست عليهم بمسيطر " . وسطره أي صرعه .
( إلا من تولى وكفر ) استثناء منقطع ، أي لكن من تولى عن الوعظ والتذكير . ( فيعذبه الله العذاب الأكبر ) وهي جهنم الدائم عذابها . وإنما قال : " الأكبر " لأنهم عذبوا في الدنيا بالجوع والقحط والأسر والقتل . ودليل هذا التأويل قراءة ابن مسعود : " إلا من تولى وكفر فإنه يعذبه الله " . وقيل : هو استثناء متصل . والمعنى : لست بمسلط إلا على من تولى وكفر ، فأنت مسلط عليه بالجهاد ، والله يعذبه بعد ذلك العذاب الأكبر ، فلا نسخ في الآية على هذا التقدير . وروي أن عليا أتى برجل ارتد ، فاستتابه ثلاثة أيام ، فلم يعاود الاسلام ، فضرب عنقه ، وقرأ " إلا من تولى وكفر " . وقرا ابن عباس وقتادة " ألا " على الاستفتاح والتنبيه ، كقول امرئ القيس :
* ألا رب يوم لك منهن صالح ( 3 ) *


( 1 ) آية 37 سورة الطور . وقد أورده صاحب اللسان وشرحه . ( 2 ) كذا في نسخ الأصل وتفسير ابن عادل نقلا عن القرطبي . والذي في الصحاح : ( وأصله من السطر ، لان الكتاب مسطر . . . ) . ( 3 ) تمامه : * ولا سيما يوم بدارة جلجل *

37

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست