نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 29
يرتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه ] . الثالث : أنها تحمي نفسها عن أن تطاق ملامستها ، أو ترام مماستها ، كما يحمي الأسد عرينه ، ومثله قول النابغة : تعدو الذئاب على من لا كلاب له * وتتقي صولة المستأسد الحامي الرابع - أنها حامية حمى غيظ وغضب ، مبالغة في شدة الانتقام . ولم يرد حمى جرم وذات ، كما يقال : قد حمى فلان : إذا اغتاظ وغضب عند إرادة الانتقام . وقد بين الله تعالى بقوله هذا المعنى فقال : " تكاد تميز من الغيظ " [1] [ الملك : 8 ] . قوله تعالى : تسقى من عين آنية ( 5 ) الآني : الذي قد انتهى حره ، من الايناء ( 2 ) ، بمعنى التأخير . ومنه ( آنيت وآذيت ) ( 3 ) . وآناه يؤنيه إيناء ، أي أحره وحبسه وأبطأه . ومنه " يطوفون بينها وبين حميم آن " ( 4 ) [ الرحمن : 44 ] . وفي التفاسير " من عين آنية " أي تناهى حرها ، فلو وقعت نقطة منها على جبال الدنيا لذابت . وقال الحسن : " آنية " أي حرها أدرك ، أوقدت عليها جهنم منذ خلقت ، فدفعوا إليها وردا عطاشا . وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : بلغت أناها ، وحان شربها . قوله تعالى : ليس لهم طعام إلا من ضريع ( 6 ) قوله تعالى : " ليس لهم " أي لأهل النار . " طعام إلا من ضريع " لما ذكر شرابهم ذكر طعامهم . قال عكرمة ومجاهد : الضريع : نبت ذو شوك لاصق بالأرض ، تسميه قريش الشبرق إذا كان رطبا ، فإذا يبس فهو الضريع ، لا تقربه دابة ولا بهيمة ولا ترعاه ، وهو سم قاتل ، وهو أخبث الطعام وأشنعه ، على هذا عامة المفسرين . إلا أن الضحاك روى عن ابن عباس قال : هو شئ يرمى به البحر ، يسمى الضريع ، من أقوات الانعام
[1] آية 8 سورة الملك . ( 2 ) آنية : متناهية في شدة الحر ، من أنى يأني ، كرمى يرمى ، وليس من ( الايناء ) مصدر آنى بمعنى آخر قال الطبري في تفسير الآية : ( تسقى أصحاب هذه الوجوه من شراب عين قد أنى حرها ، وبلغ غايته في شدة الحر . ( 3 ) أي في الحديث في صلاة الجمعة ، إذ أنه قال لرجل جاء يوم الجمعة يتخطى رقاب الناس : لقد آنيت وآنيت . ومعنى ( آنيت ) : أخرت المجئ وأبطأت . و ( آذيت ) أي آذيت الناس بتخطيك . ( 4 ) آية 44 سورة الرحمن .
29
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 29