نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 28
التقهل : رثاثة الهيئة ، ورجل متقهل : يابس الجلد سئ الحال ، مثل المتقحل . وقال أبو عمرو : التقهل : شكوى الحاجة . وأنشد : * لعوا [1] إذا لاقيته تقهلا * والقهل : كفران الاحسان . وقد قهل يقهل قهلا : إذا أثنى ثناء قبيحا . وأقهل الرجل تكلف ما يعيبه ودنس نفسه . وانقهل ضعف وسقط ، قاله الجوهري . وعن علي رضي الله عنه أنهم أهل حروراء ، يعني الخوارج الذين ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : [ تحقرون صلاتكم [2] مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، وأعمالكم مع أعمالهم ، يمرقون من الدين كما تمرق السهم من الرمية . . . ] الحديث . قوله تعالى : تصلى نارا حامية ( 4 ) أي يصيبها صلاؤها وحرها . " حامية " شديدة الحر ، أي قد أوقدت وأحميت المدة الطويلة . ومنه حمي النهار ( بالكسر ) ، وحمي التنور حميا فيهما ، أي اشتد حره . وحكى الكسائي : اشتد حمي الشمس وحموها : بمعنى . وقرأ أبو عمرو وأبو بكر ويعقوب " تصلى " بضم التاء . الباقون بفتحها . وقرئ " تصلى " بالتشديد . وقد تقدم القول فيها في " إذا السماء انشقت " ( 3 ) [ الانشقاق : 1 ] . الماوردي : فإن قيل فما معنى وصفها بالحمي ، وهي لا تكون إلا حامية ، وهو أقل أحوالها ، فما وجه المبالغة بهذه الصفة الناقصة ؟ قيل : قد اختلف في المراد بالحامية ها هنا على أربعة أوجه : أحدها - أن المراد بذلك أنها دائمة الحمي ، وليست كنار الدنيا التي ينقطع حميها بانطفائها . الثاني - أن المراد بالحامية أنها حمى من ارتكاب المحظورات ، وانتهاك المحارم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ إن لكل ملك حمى ، وإن حمى الله محارمه . ومن
[1] اللعو : السيئ الخلق . والشره الحريص : [2] أي تعدون صلاتكم حقيرة بالنظر إلى صلاتهم . ( 3 ) راجع ج 19 ص 270
28
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 28