نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 30
لا الناس ، فإذا وقعت فيه الإبل لم تشبع ، وهلكت هزلا . والصحيح ما قاله الجمهور : أنه نبت . قال أبو ذؤيب : [1] رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوي * وعاد ضريعا بأن منه [2] النحائص وقال الهذلي [3] وذكر إبلا وسوء مرعاها : وحبسن في هزم الضريع فكلها * حدباء دامية اليدين حرود [4] وقال الخليل : الضريع : نبات أخضر منتن الريح ، يرمي به البحر . وقال الوالبي عن ابن عباس : هو شجر من نار ، ولو كانت في الدنيا لأحرقت الأرض وما عليها . وقال سعيد بن جبير : هو الحجارة ، وقاله عكرمة . والأظهر أنه شجر ذو شوك حسب ما هو في الدنيا . وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الضريع : شئ يكون في النار ، يشبه الشوك ، أشد مرارة من الصبر ، وأنتن من الجيفة ، وأحر من النار ، سماه الله ضريعا ) . وقال خالد بن زياد : سمعت المتوكل بن حمدان يسأل عن هذه الآية " ليس لهم طعام إلا من ضريع " قال : بلغني أن الضريع شجرة من نار جهنم ، حملها القيح والدم ، أشد مرارة من الصبر ، فذلك طعامهم . وقال الحسن : هو بعض ما أخفاه الله من العذاب . وقال ابن كيسان : هو طعام يضرعون عنده ويذلون ، ويتضرعون منه إلى الله تعالى ، طلبا للخلاص منه ، فسمي بذلك ، لان آكله يضرع في أن يعفى منه ، لكراهته وخشونته . قال أبو جعفر النحاس : قد يكون مشتقا من الضارع ، وهو الذليل ، أي ذو ضراعة ، أي من شربه ذليل تلحقه ضراعة . وعن الحسن أيضا : هو الزقوم . وقيل : هو واد في جهنم . فالله أعلم . وقد قال الله تعالى في موضع
[1] لم نعثر على هذا البيت في ديوان أبي ذؤيب . [2] في بعض نسخ الأصل : ( بان عنه النحائص ) . والنحائص : جمع النحوص ( بفتح النون ) ، وهي الأتان الوحشية الحائل . وقيل : هي التي في بطنها ولد . وقيل : التي لا لبن لها . [3] هو قيس بن عيزارة ، كما في اللسان . [4] هزم الضريع : ما تكسر منه . والحدباء : الناقة التي بدت حراقفها ، وعظم ظهرها . والحرود : التي لا تكاد تدر .
30
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 30