نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 259
وسلم [ كيف قلت ] ؟ فقلت له : فمسحني بيده ، ثم قال : [ اللهم أشفه ] فما عاد ذلك الوجع بعد . وقرأ عبد الله بن عمرو وعبد الرحمن بن سابط وعيسى بن عمر ورويس عن يعقوب " من شر النافثات " في وزن ( فاعلات ) . ورويت عن عبد الله بن القاسم مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما . وروي أن نساء سحرن النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى عشرة عقدة ، فأنزل الله المعوذتين إحدى عشرة آية . قال ابن زيد : كن من اليهود ، يعني السواحر المذكورات . وقيل : هن بنات لبيد بن الأعصم . الثامنة - قوله تعالى : ( ومن شر حاسد إذا حسد ) قد تقدم في سورة " النساء " معنى الحسد [1] ، وأنه تمنى زوال نعمة المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها . والمنافسة هي تمني مثلها وإن لم تزل . فالحسد شر مذموم . والمنافسة مباحة وهي الغبطة . وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ المؤمن يغبط ، والمنافق يحسد ] . وفي الصحيحين : [ لا حسد إلا في اثنتين ] يريد لا غبطة . وقد مضى في سورة " النساء " [2] والحمد لله . قلت : قال العلماء : الحاسد لا يضر إلا إذا ظهر حسده بفعل أو قول ، وذلك بأن يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود ، فيتبع مساوئه ، ويطلب عثراته . قال صلى الله عليه وسلم : [ إذا حسدت فلا تبغ . . . ] الحديث . وقد تقدم . والحسد أول ذنب عصي الله به في السماء ، وأول ذنب عصي به في الأرض ، فحسد إبليس آدم ، وحسد قابيل هابيل . والحاسد ممقوت مبغوض مطرود ملعون ولقد أحسن من قال : قل للحسود إذا تنفس طعنة * يا ظالما وكأنه مظلوم التاسعة - هذه سورة دالة على أن الله سبحانه خالق كل شر ، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ من جميع الشرور . فقال : " من شر ما خلق " . وجعل خاتمة ذلك الحسد ،
[1] معنى الحسد تقدم في سورة البقرة ج 2 ص 71 طبعة ثانية . وراجع أيضا سورة النساء ج 5 ص 251 [2] هذا مذكور في سورة النساء . فليراجع .
259
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 259