نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 260
تنبيها على عظمه ، وكثرة ضرره . والحاسد عدو نعمة الله . قال بعض الحكماء : بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه : أحدها - أنه أبغض كل نعمة ظهرت على غيره . وثانيها - أنه ساخط لقسمة ربه ، كأنه يقول : لم قسمت هذه القسمة ؟ وثالثها - أنه ضاد فعل الله ، أي إن فضل الله يؤتيه من يشاء ، وهو يبخل بفضل الله . ورابعها - أنه خذل أولياء الله ، أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم . وخامسها - أنه أعان عدوه إبليس . وقيل : الحاسد لا ينال في المجالس إلا ندامة ، ولا ينال عند الملائكة ألا لعنة وبغضاء ، ولا ينال في الخلوة إلا جزعا وغما ، ولا ينال في الآخرة إلا حزنا واحتراقا ، ولا ينال من الله إلا بعدا ومقتا . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة لا يستجاب دعاؤهم : آكل الحرام ، ومكثر الغيبة ، ومن كان في قلبه غل أو حسد للمسلمين ) . والله سبحانه وتعالى أعلم . سورة " الناس " مثل " الفلق " لأنها إحدى المعوذتين . وروى الترمذي عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لقد أنزل الله علي آيات لم ير مثلهن : " قل أعوذ برب الناس " إلى آخر السورة " وقل أعوذ برب الفلق " إلى آخر السورة ) . قال : هذا حديث حسن صحيح . ورواه مسلم . بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى : قل أعوذ برب الناس ( 1 ) ملك الناس ( 2 ) إله الناس ( 3 ) قوله تعالى : " قل أعوذ برب الناس " أي مالكهم ومصلح أمورهم . وإنما ذكر أنه رب الناس ، وإن كان ربا لجميع الخلق لامرين : أحدهما : لان الناس معظمون ، فأعلم بذكرهم أنه رب لهم وإن عظموا . الثاني : لأنه أمر بالاستعاذة من شرهم ، فأعلم بذكرهم
260
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 260