نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 256
بين الربوتين ، والفلق أيضا مقطرة [1] السجان . فأما الفلق ( بالكسر ) : فالداهية والامر العجب ، تقول منه : أفلق الرجل وافتلق . وشاعر مفلق ، وقد جاء بالفلق [ أي بالداهية ] . والفلق أيضا : القضيب يشق باثنين ، فيعمل منه قوسان ، يقال لكل واحدة منهما فلق ، وقولهم : جاء بعلق فلق ، وهي الداهية ، لا يجرى [ مجرى عمر ] [2] . يقال منه : أعلقت وأفلقت ، أي جئت بعلق فلق . ومر يفتلق في عدوه ، أي يأتي بالعجب من شدته . وقوله تعالى : ( من شر ما خلق ) قيل : هو إبليس وذريته . وقيل جهنم . وقيل : هو عام ، أي من شر كل ذي شر خلقه الله عز وجل . الخامسة - قوله تعالى : ( ومن شر غاسق إذا وقب ) اختلف فيه ، فقيل : هو الليل . والغسق : أول ظلمة الليل ، يقال منه : غسقا الليل يغسق أي أظلم . قال [ ابن ] قيس الرقيات : إن هذا الليل قد غسقا * واشتكيت الهم والارقا وقال آخر : يا طيف هند لقد أبقيت لي أرقا * إذ جئتنا طارقا والليل قد غسقا هذا قول ابن عباس والضحاك وقتادة والسدي وغيرهم . و " وقب " على هذا التفسير : أظلم ، قاله ابن عباس . والضحاك : دخل . قتادة : ذهب . يمان بن رئاب : سكن . وقيل : نزل ، يقال : وقب العذاب على الكافرين ، نزل . قال الشاعر : وقب العذاب عليهم فكأنهم * لحقتهم نار السموم فاحصدوا وقال الزجاج : قيل الليل غاسق لأنه أبرد من النهار . والغاسق : البارد . والغسق : البرد ، ولأن في الليل تخرج السباع من آجامها ، والهوام من أماكنها ، وينبعث أهل الشر على العيث
[1] المقطرة ( بكسر الميم ) : خشية فيها خروق كل خرق على قدر سعة الساق يدخل فيها أرجل المحبوسين مشتق من قطار الإبل . [2] زيادة من اللسان مادة ( علق ) يقتضيها السياق . وفي الأساس مادة ( فلق ) : ( وجاء بعلق ) على التركيب كخمسة عشر .
256
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 256