responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 237


الله تعالى أراد أن يحقق نسبته ، بأن يدخله النار ، فيكون أبا لها ، تحقيقا للنسب ، وإمضاء للفأل والطيرة التي اختارها لنفسه . وقد قيل : اسمه كنيته . فكان أهله يسمونه ( أبا لهب ) ، لتلهب وجهه وحسنه ، فصرفهم الله عن أن يقولوا : أبو النور ، وأبو الضياء ، الذي هو المشترك بين المحبوب والمكروه ، وأجرى على ألسنتهم أن يضيفوه إلى ( لهب ) الذي هو مخصوص بالمكروه المذموم ، وهو النار . ثم حقق ذلك بأن يجعلها مقره . وقرأ مجاهد وحميد وابن كثير وابن محيصن . " أبي لهب " بإسكان الهاء . ولم يختلفوا في " ذات لهب " إنها مفتوحة ، لأنهم راعوا فيها رؤوس الآي .
الثالثة : قال ابن عباس : لما خلق الله عز وجل القلم قال له : اكتب ما هو كائن ، وكان فيما كتب " تبت يد أبي لهب " . وقال منصور : سئل الحسن عن قوله تعالى :
" تبت يدا أبي لهب " . هل كان في أم الكتاب ؟ وهل كان أبو لهب يستطيع ألا يصلى النار ؟
فقال : والله ما كان يستطيع ألا يصلاها ، وإنها لفي كتاب الله من قبل أن يخلق أبو لهب وأبواه . ويؤيده قول موسى لآدم : ( أنت الذي خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسكنك جنته ، وأسجد لك ملائكته ، خيبت [1] الناس ، وأخرجتهم من الجنة . قال آدم :
وأنت موسى الذي اصطفاك بكلامه ، وأعطاك التوراة ، تلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلق الله السماوات والأرض . قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ فحج آدم موسى [2] ] . وقد تقدم [3] هذا . وفي حديث همام عن أبي هريرة أن آدم قال لموسى : ( بكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن يخلقني ) ؟ قال : ( بألفي عام ) قال : فهل وجدت فيها : " وعصى آدم ربه فغوى " قال : ( نعم ) قال : ( أفتلومني على أمر وكتب الله على أن أفعله من قبل أن أخلق بألفي عام ) . فحج [4] آدم موسى . وفي حديث طاووس وابن هرمز والأعرج عن أبي هريرة : [ بأربعين عاما ] .



[1] في الأصول : ( أغويت ) .
[2] أي غلبه بالحجة .
[3] راجع ج 11 ص 256
[4] أي غلبه بقوة حجته .

237

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست