responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 238


قوله تعالى : ما أغنى عنه ماله وما كسب [2] أي ما دفع عنه عذاب الله ما جمع من المال ، ولا ما كسب من جاه . وقال مجاهد : من الولد ، وولد الرجل من كسبه . وقرأ الأعمش " وما اكتسب " ورواه عن ابن مسعود .
وقال أبو الطفيل : جاء بنو أبي لهب يختصمون عند ابن عباس ، فاقتتلوا ، فقام ليحجز بينهم ، فدفعه بعضهم ، فوقع على الفراش ، فغضب ابن عباس وقال : أخرجوا عني الكسب الخبيث ، يعني ولده . وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه ، وإن ولدي من كسبه ] . خرجه أبو داود . وقال ابن عباس : لما أنذر رسول الله صلى الله عليه وسلم عشيرته بالنار ، قال أبو لهب : إن كان ما يقول ابن أخي حقا فإني أفدي نفسي بمالي وولدي ، فنزل : " ما أغني عنه ماله وما كسب " . و " ما " في قوله : " ما أغنى " : يجوز أن تكون نفيا ، ويجوز أن تكون استفهاما ، أي أي شئ أغنى [ عنه ] ؟ و " ما " الثانية : يجوز أن تكون بمعنى الذي ، ويجوز أن تكون مع الفعل مصدرا ، أي ما أغنى عنه ماله وكسبه .
قوله تعالى : سيصلى نارا ذات لهب [3] أي ذات اشتعال وتلهب . وقد مضى في سورة " المرسلات " [1] القول فيه . وقراءة العامة : " سيصلى " بفتح الياء . وقرأ أبو رجاء والأعمش : بضم الياء . ورواها محبوب عن إسماعيل عن أبن كثير ، وحسين عن أبي بكر عن عاصم ، ورويت عن الحسن . وقرأ أشهب العقيلي وأبو سمال العدوي ومحمد بن السميقع " سيصلى " بضم الياء ، وفتح الصاد ، وتشديد اللام ، ومعناها سيصليه الله ، من قوله : " وتصلية جحيم " ( 2 ) [ الواقعة : 94 ] . والثانية من الاصلاء ، أي يصليه الله ، من قوله : " فسوف نصليه نارا " ( 3 ) [ النساء : 30 ] . والأولى هي الاختيار ، لاجماع الناس عليها ، وهي من قوله : " إلا من هو صال الجحيم " ( 4 ) [ الصافات : 163 ] .



[1] راجع ج 19 ص 160 .
[2] آية 94 سورة الواقعة .
[3] آية 30 سورة النساء . ( 4 ) آية 163 سورة الصافات .

238

نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي    جلد : 20  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست