نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 236
أي نفسك . وهذا مهيع [1] كلام العرب ، تعبر ببعض الشئ عن كله ، تقول : أصابته يد الدهر ، ويد الرزايا والمنايا ، أي أصابه كل ذلك . قال الشاعر : لما أكبت يد الرزايا * عليه نادى ألا مجير " وتب " قال الفراء : التب الأول : دعاء والثاني خبر ، كما يقال : أهلكه الله وقد هلك . وفي قراءة عبد الله وأبي " وقد تب " وأبو لهب أسمه عبد العزى ، وهو ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم . وامرأته العوراء أم جميل ، أخت أبي سفيان بن حرب ، وكلاهما ، كان شديد العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم . قال طارق بن عبد الله المحاربي : إني بسوق ذي المجاز ، إذ أنا بإنسان يقول : [ يا أيها الناس ، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ] ، وإذا رجل خلفه يرميه ، قد أدمى ساقيه وعرقوبيه ويقول : يا أيها الناس ، إنه كذاب فلا تصدقوه . فقلت من هذا ؟ فقالوا : محمد ، زعم أنه نبي . وهذا عمه أبو لهب يزعم أنه كذاب . وروى عطاء عن ابن عباس قال : قال أبو لهب : سحركم محمد ! إن أحدنا ليأكل الجذعة [2] ، ويشرب العس [3] من اللبن فلا يشبع ، وإن محمدا قد أشبعكم من فخذ شاة ، وأرواكم من عس لبن . الثانية : قوله تعالى : " أبي لهب " قيل : سمي باللهب لحسنه ، وإشراق وجهه . وقد ظن قوم أن في هذا دليلا على تكنية المشرك ، وهو باطل ، وإنما كناه الله بأبي لهب - عند العلماء - لمعان أربعة : الأول : أنه كان اسمه عبد العزى ، والعزى : صنم ، ولم يضف الله في كتابه العبودية إلى صنم . الثاني : أنه كان بكنيته أشهر منه باسمه ، فصرح بها . الثالث : أن الاسم أشرف من الكنية ، فحطه الله عز وجل عن الأشرف إلى الأنقص ، إذا لم يكن بد من الاخبار عنه ، ولذلك دعا الله تعالى الأنبياء بأسمائهم ، ولم يكن عن أحد منهم . ويدلك على شرف الاسم على الكنية : أن الله تعالى يسمى ولا يكنى ، وإن كان ذلك لظهوره وبيانه ، واستحالة نسبة الكنية إليه ، لتقدسه عنها . الرابع - أن
[1] يقال طريق مهيع : أي واضح واسع بين . [2] الجذعة : ولد الشاة في السنة الثانية . [3] العس ( بالضم ) : القدح الكبير .
236
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 236