نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 234
سورة " تبت " وهي مكية باجماع . وهي خمس آيات قوله تعالى : تبت يدا أبي لهب وتب [1] فيه ثلاث مسائل الأولى : قوله تعالى : " تبت يدا أبي لهب " في الصحيحين وغيرهما ( واللفظ لمسلم ) عن ابن عباس قال : لما نزلت " وأنذر عشيرتك الأقربين " ( 1 ) [ الشعراء : 214 ] ورهطك منهم المخلصين ( 2 ) " ، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا ، فهتف : يا صباحاه ! فقالوا : من هذا الذي يهتف ؟ قالوا محمد . فاجتمعوا إليه . فقال : [ يا بني فلان ، يا بني فلان ، يا بني فلان ، يا بني عبد مناف ، يا بني عبد المطلب ! ] فاجتمعوا إليه . فقال : [ أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي ] ؟ قالوا : ما جربنا عليك كذبا . قال : [ فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ] . فقال أبو لهب : تبا لك ! ، أما جمعتنا إلا لهذا ! ثم قام ، فنزلت هذه السورة : " تبت يدا أبي لهب وقد تب " كذا قرأ الأعمش إلى آخر السورة . زاد الحميدي وغيره : فلما سمعت امرأته ما نزل في زوجها وفيها من القرآن ، أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد عند الكعبة ، ومعه أبو بكر رضي الله عنه ، وفي يدها فهر ( 3 ) من حجارة ، فلما وقفت عليه أخذ الله بصرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا ترى إلا أبا بكر . فقالت : يا أبا بكر ، إن صاحبك قد بلغني أنه يهجوني ، والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه ، والله إني لشاعرة : مذمما عصينا * وأمره أبينا * ودينه قلينا
[1] آية 214 سورة الشعراء . ( 2 ) قال النووي في شرح مسلم : ( وظاهر هذه العبارة أن قوله ورهطك منهم المخلصين كان قرآنا أنزل ثم نسخت تلاوته ) . ( 3 ) الفهر ( بالكسر ) : الحجر ملء الكف وقيل الحجارة مطلقا .
234
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 234