نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 230
إذا انسلخ الشهر الحرام فودعي * بلاد تميم وانصري أرض عامر ويروى : إذا دخل الشهر الحرام فجاوزي * بلاد تميم وانصري أرض عامر يقال : نصره على عدوه ينصره نصرا ، أي أعانه . والاسم النصرة ، واستنصره على عدوه : أي سأله أن ينصره عليه . وتناصروا : نصر بعضهم بعضا . ثم قيل : المراد بهذا النصر نصر الرسول على قريش ، الطبري . وقيل : نصره على من قاتله من الكفار ، فإن عاقبة النصر كانت له . وأما الفتح فهو فتح مكة ، عن الحسن ومجاهد وغيرهما . وقال ابن عباس وسعيد بن جبير : هو فتح المدائن والقصور . وقيل : فتح سائر البلاد . وقيل : ما فتحه عليه من العلوم . و " إذا " بمعنى قد ، أي قد جاء نصر الله ، لان نزولها بعد الفتح . ويمكن أن يكون معناه : إذا يجيئك . قوله تعالى : ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ( 2 ) قوله تعالى : " ورأيت الناس " أي العرب وغيرهم . " يدخلون في دين الله أفواجا " أي جماعات : فوجا بعد فوج . وذلك لما فتحت مكة قالت العرب : أما إذا ظفر محمد بأهل الحرم ، وقد كان الله أجارهم من أصحاب الفيل ، فليس لكم به يدان ( 1 ) . فكانوا يسلمون أفواجا : أمة أمة . قال الضحاك : والأمة : أربعون رجلا . وقال عكرمة ومقاتل : أراد بالناس أهل اليمن . وذلك أنه ورد من اليمن سبعمائة إنسان مؤمنين طائعين ، بعضهم يؤذنون ، وبعضهم يقرءون القرآن ، وبعضهم يهللون ، فسر النبي صلى الله عليه وسلم لك ، وبكى عمر وابن عباس . وروى عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : " إذا جاء نصر الله والفتح " وجاء أهل اليمن رقيقة أفئدتهم ، لينة طباعهم ، سخية قلوبهم ، عظيمة خشيتهم ، فدخلوا في دين الله أفواجا " . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ أتاكم أهل اليمن ، هم أضعف قلوبا ، وأرق أفئدة الفقه يمان ، والحكمة يمانية ] . وروى أنه
( 1 ) أي طاقة .
230
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 230