نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 231
صلى الله عليه وسلم قال : [ إني لأجد نفس [1] ربكم من قبل اليمن ] وفيه تأويلان : أحدهما : أنه الفرج ، لتتابع إسلامهم أفواجا . والثاني : معناه أن الله تعالى نفس الكرب عن نبيه صلى الله عليه وسلم بأهل اليمن ، وهم الأنصار . وروى جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ إن الناس دخلوا في دين الله أفواجا ، وسيخرجون منه أفواجا ] ذكره الماوردي ، ولفظ الثعلبي : وقال أبو عمار حدثني جابر لجابر ، قال : سألني جابر عن حال الناس ، فأخبرته عن حال اختلافهم وفرقتهم ، فجعل يبكي ويقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ إن الناس دخلوا في دين الله أفواجا ، وسيخرجون من دين الله أفواجا ] . قوله تعالى : فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ( 3 ) قوله تعالى : ( فسبح بحمد ربك واستغفره ) أي إذا صليت فأكثر من ذلك . وقيل : معنى سبح : صل ، عن ابن عباس : " بحمد ربك " أي حامدا له على ما آتاك من الظفر والفتح . " وأستغفره " أي سل الله الغفران . وقيل : " فسبح " المراد به : التنزيه ، أي نزهه عما لا يجوز عليه مع شكرك له . " واستغفره " أي سل الله الغفران مع مداومة الذكر . والأول أظهر . روى الأئمة ( واللفظ للبخاري ) عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليه سورة " إذا جاء نصر الله والفتح " إلا يقول : [ سبحانك ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ] وعنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : [ سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم أغفر لي ] . يتأول القرآن . وفي غير الصحيح : وقالت أم سلمة : كان النبي صلى الله عليه وسلم آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ولا يجئ ولا يذهب إلا قال : [ سبحان الله وبحمده ، استغفر الله وأتوب
[1] قال ابن الأثير : ( هو مستعار من نفس الهواء الذي يرده التنفس إلى الجوف فيبرد من حرارته ويعدلها . أو من نفس الريح الذي يتنسمه فيستروح إليه . أو من نفس الروضة وهو طيب روائحها فيتفرج به عنه يقال : أنت في نفس من أمرك واعمل وأنت في نفس من عمرك أي في سعة وفسحة قبل المرض والهرم ونحوهما .
231
نام کتاب : الجامع لأحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) نویسنده : القرطبي جلد : 20 صفحه : 231